أخبار سوريا

مفوضية اللاجئين تدعو إلى تحرك عالمي لدعم تعافي سوريا وعودة اللاجئين

دعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى تحرك عالمي لدعم تعافي سوريا وعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مؤكدة على ضرورة حماية حقوق وسلامة جميع السوريين لتهيئة الظروف الملائمة لعودة اللاجئين.

وناشد المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات “جريئة وحاسمة” لمساعدة السوريين في إعادة بناء بلادهم، ودعم السوريين النازحين واللاجئين في العودة إلى ديارهم.

وفي بيان عقب زيارته إلى سوريا، وصف غراندي هذه اللحظة بأنها “محورية، ويتعين على العالم أن يتحرك فيها لدعم تعافي سوريا”، مؤكداً أن التعاون بين الدول المجاورة والجهات المانحة والإدارة السورية الجديدة “ضروري لتحقيق السلام والاستقرار الذي تشتد الحاجة إليه في سوريا والمنطقة بأكملها”.

وقال المفوض الأممي إنه “يتعين علينا اغتنام هذه الفرصة الحاسمة لمساعدة البلاد على الخروج من سنوات من الأزمة وسفك الدماء”، مضيفاً أن “العديد من الأسر تتخذ خطوة شجاعة بالعودة إلى ديارها، راغبة في مستقبل أفضل، لكنها تواجه صعوبات هائلة، مثل المنازل المدمرة والمتضررة، والبنية التحتية المحطمة وفقر واسع النطاق”.

نهج شامل لعودة مستدامة وآمنة وكريمة

وخلال زيارته إلى دمشق، أجرى غراندي مناقشات رفيعة المستوى مع السلطات السورية، بما في ذلك قائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، والتي ركزت على أفضل السبل لدعم السوريين العائدين إلى ديارهم.

والتقى غراندي بالسوريين العائدين عند المعابر الحدودية الرئيسية، بما في ذلك المصنع على الحدود اللبنانية وبابا الهوى على الحدود التركية، وتحدث مع الأسر في حلب، والتي وصفت الأوضاع القاسية التي واجهتها عند عودتها، وحاجتها إلى الدعم العاجل حتى تتمكن من لم شملها مع عائلاتها والبدء في إعادة بناء حياتها.

وذكر أنه “نحتاج إلى نهج شامل لجعل العودة مستدامة وآمنة وكريمة ولمنع مزيد من النزوح في الأمد البعيد”، موضحاً أن “هذا يعني الاستثمار في الوظائف، واستعادة الرعاية الصحية، وإعادة بناء المدارس، وإعادة تأسيس الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه النظيفة”.

وأشار المفوض الأممي إلى أن “رفع العقوبات سيعمل كمحفز حيوي للتعافي، ويمهد الطريق أمام عودة مزيد من السوريين إلى ديارهم”.

وأكدت مفوضية اللاجئين أنها تعمل مع شركائها على زيادة المساعدات الإنسانية لتلبية الاحتياجات الهائلة، بما في ذلك دعم الأشخاص العائدين طواعية من البلدان المجاورة بالنقل والدعم القانوني، فضلاً عن المساعدة في إصلاح منازلهم المتضررة، وتوفير المساعدات النقدية ومواد الإغاثة مثل المراتب والبطانيات والملابس الشتوية.

27 % من اللاجئين في لبنان ومصر والأردن والعراق يخططون للعودة

ووفقا لمفوضية اللاجئين، عاد أكثر من نصف مليون لاجئ إلى سوريا منذ أيلول الماضي، من بينهم 200 ألف شخص عادوا بعد سقوط نظام الأسد في 8 من كانون الأول الماضي، وبالإضافة إلى ذلك، عاد ما يقرب من 600 ألف نازح داخلي منذ ذلك الحين إلى ديارهم، إلا أنه ما يزال هناك 7.4 ملايين سوري نازح داخل البلاد، وأكثر من ستة ملايين لاجئ سوري في جميع أنحاء العالم.

ووفقا لمسح أجرته المفوضية، يخطط 27 % من اللاجئين السوريين الذين شملهم الاستطلاع في لبنان ومصر والأردن والعراق للعودة إلى سوريا في الأشهر الاثني عشر المقبلة، مما يشكل ارتفاعاً من أقل من اثنين في المئة قبل سقوط نظام الأسد قبل بضعة أسابيع فقط.

ودعا مفوض اللاجئين الأممي الجهات المانحة إلى دعم الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات الإنسانية الفورية الهائلة، فضلاً عن ضمان التعافي طويل الأجل للبلاد، مؤكداً على أن “حماية حقوق وسلامة جميع السوريين أمر ضروري أيضاً لتهيئة الظروف الملائمة لعودتهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى