أخبار سوريا

الأمم المتحدة: عودة أكثر من مليون سوري إلى ديارهم منذ سقوط الأسد

وثقت الأمم المتحدة عودة نحو 1.2 مليون شخص إلى مناطقهم الأصلية في سوريا منذ سقوط نظام الأسد في الثامن من كانون الأول الماضي. 

وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في إحاطة صحفية يوم أمس الاثنين، أن من بين العائدين نحو 900 ألف نازح داخلياً، بينما عاد نحو 300 ألف من الخارج.

وأكد المتحدث الأممي أن الجهود مستمرة لتقديم الدعم الإنساني للعائدين وللأشخاص الذين لم يتمكنوا من العودة، وذلك وفق الإمكانيات المتاحة أمنياً ولوجستياً وتمويلياً.

وأشار دوجاريك إلى أن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية يؤكد وجود أكثر من 656 ألف شخص ما زالوا نازحين منذ تشرين الثاني الماضي، ويتمركز أغلبهم في محافظتي إدلب وحلب.

كما أفاد المكتب بأن عدد النازحين ازداد بمقدار 39 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين، لا سيما في الحسكة وحمص وحماة، فيما يظل إجمالي النازحين داخلياً في سوريا عند حدود 7 ملايين شخص.

دعم العائدين والنازحين في سوريا

أكد المتحدث الأممي أن فرق الإغاثة تواصل تقديم المساعدات القانونية والدعم النفسي والاجتماعي في المراكز المجتمعية والمرافق الآمنة داخل سوريا.

وخلال الأسبوعين الماضيين، تلقى أكثر من 1400 طفل و600 مقدم رعاية دعماً في مجال الصحة النفسية والخدمات الأخرى، بحسب المتحدث الأممي.

أما في مخيمات النازحين شمالي سوريا، فأشار دوجاريك إلى وجود أكثر من مليوني شخص يقيمون هناك وسط ظروف إنسانية صعبة.

وبحسب التقارير الأممية، فإن أقل من 100 ألف شخص تمكنوا من مغادرة المخيمات منذ كانون الأول الماضي، إذ تعيق المخاطر الأمنية، وتضرر المنازل، وضعف الخدمات، وتهديد الذخائر غير المنفجرة عودة المزيد من النازحين إلى مناطقهم.

عودة اللاجئين السوريين بعد سقوط الأسد

بعد سقوط نظام الأسد، بدأت موجات من اللاجئين السوريين بالعودة إلى بلادهم، مستفيدين من زوال القيود الأمنية التي فرضها النظام لسنوات، حيث انتهى الخوف من الاعتقال والتغييب القسري، ولم يعد الشباب مهددين بالتجنيد الإجباري الذي دفع الآلاف منهم إلى الفرار خارج البلاد.

ومع استعادة الحياة المدنية لطبيعتها في العديد من المدن، عاد كثير من السوريين من دول اللجوء، خصوصاً من تركيا ولبنان والأردن، حيث لم تعد هناك مخاطر أمنية تمنعهم من العودة إلى ديارهم.

وفي الوقت نفسه، شهدت طلبات اللجوء إلى الدول الأوروبية انخفاضاً كبيراً، إذ لم يعد السوريون مضطرين إلى البحث عن ملاذ آمن هرباً من بطش النظام أو الحرب، ولم تعد الحاجة ملحّة للحصول على الحماية الدولية.

ومع تراجع أسباب اللجوء، انخفضت الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط، وبدأ السوريون يفكرون في إعادة بناء حياتهم في وطنهم بدلاً من المخاطرة برحلات اللجوء الطويلة.

لكن في المقابل، لا تزال عودة النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا تواجه تحديات كبيرة، فالدمار الشامل الذي لحق بمنازلهم بسبب القصف المتكرر، إلى جانب انتشار مخلفات الحرب وانعدام البنية التحتية، جعل العودة شبه مستحيلة لكثيرين.

يضاف إلى ذلك أن الغالبية العظمى من هؤلاء النازحين يعانون من أوضاع مادية صعبة تمنعهم من إعادة بناء منازلهم أو تأمين مسكن بديل، مما يتركهم عالقين في المخيمات بانتظار حلول اقتصادية ودعم دولي يمكن أن يسمح لهم بالعودة إلى مناطقهم وإعادة إعمارها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى