لهذا السبب تأخرت السيطرة على حماة!!
تشهد العمليات العسكرية التي تنفذها فصائل المعارضة في ريف حماة الشمالي ضمن معركة “ردع العدوان” تطورات حاسمة ومعارك عنيفة وصفت بأنها الأكثر شراسة حتى الآن. ومع دخول المعركة يومها الثامن، يبرز التأخر في اقتحام مدينة حماة مقارنة بالدخول السريع في مدينة حلب، وهو ما يثير تساؤلات لدى المتابعين عن أسباب هذه التطورات.
معارك ضارية في مواجهة قوات النظام
وفق المعطيات الميدانية، تخوض فصائل المعارضة مواجهات عنيفة على تخوم مدينة حماة، حيث تواجه أقوى تشكيلات جيش النظام المدعومة بتعزيزات كبيرة من الحرس الجمهوري وميليشيات إيرانية استقدمت من دمشق. هذه القوات تتمركز في مواقع استراتيجية مثل “جبل زين العابدين” و”بلدة قمحانة” و”مدرسة المجنزرات”، وهي مواقع عسكرية حصينة لم تشهد مواجهات مباشرة في السابق.
إنجازات ميدانية رغم التحديات
تمكنت فصائل المعارضة من تحقيق تقدم لافت من خلال السيطرة على مواقع استراتيجية مثل “مدرسة المجنزرات” و”اللواء 87″، إضافة إلى بلدة “معرشحور”. هذا التقدم يعكس تفوقاً تكتيكياً رغم الصعوبات المتمثلة في القصف الجوي المكثف من طيران النظام والطيران الحربي الروسي، الذي يشارك بفعالية كبيرة.
التخطيط العسكري يكسر دفاعات النظام
تشير التطورات الأخيرة إلى تنفيذ غرفة العمليات العسكرية خططاً مدروسة مكنت فصائل المعارضة من شن هجمات نوعية والالتفاف على دفاعات النظام، ما أربك مواقعه على ثلاث جبهات رئيسية:
الجبهة الشرقية: امتداداً من معرشحور.
الجبهة الشمالية: بعد تحرير معردس وطيبة الإمام.
الجبهة الشمالية الغربية: في منطقة خطاب وسهل الغاب.
قوة نارية متزايدة وتكتيكات متطورة
ساهمت الغنائم العسكرية التي حصلت عليها فصائل المعارضة في تعزيز قوتها النارية، مما جعلها تضاهي قوة النظام. وبرز دور “كتائب شاهين” في العمليات الجوية، حيث أحدثت تغييراً كبيراً في سير المعارك وفرضت ضغوطاً نفسية على قوات النظام داخل مواقعها المحصنة.
المعادلة الإنسانية في العمليات العسكرية
تحاول فصائل المعارضة تجنب الدخول في مواجهات داخل أحياء مدينة حماة للحفاظ على حياة المدنيين، مع إدراكها للمخاطر المحتملة جراء ذلك. هذا التوجه يعكس حرصاً على تجنب سيناريوهات مشابهة لما حدث في مدينة حلب.
بارقة أمل للمدنيين المهجرين
مع استمرار معركة “ردع العدوان”، تلوح بارقة أمل للمدنيين المهجرين في تحرير قراهم وبلداتهم المحتلة من قبل قوات النظام وميليشيات إيران. هذا الانتصار يعيد الأمل بروح الثورة ويؤكد قدرة فصائل المعارضة على تحقيق التغيير الميداني رغم التحديات الدولية والمحلية.
تحديات التدخل الدولي
تبدي غرفة العمليات وعياً كبيراً في إدارة المعركة سياسياً وعسكرياً، مع التركيز على طمأنة المكونات المختلفة في المنطقة. البيانات الصادرة تعكس رغبة في بناء توافق دولي حول سير العمليات، ما يعزز فرص النجاح على المدى الطويل.
الخاتمة:
مع تقدم فصائل المعارضة نحو مدينة حماة وتحرير المواقع الاستراتيجية، يبدو أن المعركة تدخل مرحلة حاسمة قد تشهد تغييرات كبيرة على خريطة السيطرة في المنطقة، ما يفتح الباب لمرحلة جديدة في الثورة السورية.