بعد زيارة استمرت ثلاثة أيام لسوريا، حذّر المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ديفيد بيزلي، من أن الأهالي يضطرون لاتخاذ تدابير قاسية بسبب الجوع والفقر في سوريا.
وقال إن سيدة في حلب أخبرته أنه “يجب عليها اتخاذ قرارات صعبة، مثل تحديد أي من أطفالها سيأكل على أساس من هو الأكثر ضعفا ومرضا، أو من منهم سينزلق إلى سوء التغذية الحاد إذا لم يتم إطعامه”
وأشار في البيان الذي صدر الجمعة، إلى أن البلاد تعاني من مزيج قاتل من الصراع وتغير المناخ، وجائحة كوفيد-19 وارتفاع تكاليف الغذاء والوقود”.
وأشار إلى أن الصراع والتغير المناخي وجائحة فيروس كورونا والآن تكلفة المعيشة تدفع الناس إلى ما وراء قدرتهم على التحمل.
وشدد بيزلي، على إن الأمهات في سوريا عالقات بين المطرقة والسندان؛ فإما أن يطعمن أطفالهن، ويتركونهم يتجمدون من البرد، أو يبقونهم دافئين ولكن بلا طعام مع الشتاء المقبل، إذ لا يمكنهن تحمل تكلفة الوقود والطعام معا.
إلى ذلك، حذر المسؤول الأممي من الانتظار أكثر لمساعدة من هم بحاجة، وقال: “أظهر التاريخ لنا أننا إذا لم نساعد الناس قبل أن يصبحوا معدمين، فسوف يتخذون تدابير قاسية وسنشهد هجرة جماعية”.
وأكد أن “مساعدة الناس أينما كانوا أقل كُلفة من القيام بذلك بعد أن فروا من منازلهم وأصبحوا لاجئين في أماكن أخرى، نحن بحاجة إلى الموارد لنكون قادرين على إنقاذ الأرواح وتحقيق الاستقرار”.
وبحسب برنامج الأغذية العالمي، فإن حوالي 12.4 مليون شخص، ما يقرب من 60% من السكان، يعانون من انعدام الأمن الغذائي ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، وهذا أعلى رقم سُجل في تاريخ سوريا بزيادة نسبتها 57% عن عام 2019.