أخبار سوريا

بيان أوروبي سوري عقب “بروكسل 9”: تعهد بدعم الانتقال السياسي وشروط لإعادة الإعمار

أكد الاتحاد الأوروبي والحكومة السورية على أن إعادة إعمار جهد جماعي يجب أن يكون شاملاً، بقيادة وملكية سورية، وأن يكون للأمم المتحدة دور هام فيه إلى جانب الجهات المعنية الأخرى، والتعهد بدعم عملية الانتقال السياسي في سوريا.

جاء ذلك في بيان مشترك للممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كلاس، والمفوضان دوبرافكا سويكا وحاجة لحبيب، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، عقب مؤتمر بروكسل التاسع، الذي عُقد الإثنين الماضي، تحت عنوان “الوقوف مع سوريا: تلبية احتياجات انتقال ناجح”.

وأكد البيان على الالتزام بالعمل معاً لضمان نجاح المرحلة الانتقالية في سوريا بعد نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، مشيراً إلى “المبادئ الراسخة، التي وجهت، منذ مؤتمر بروكسل الأول عام 2017، جهود الاتحاد الأوروبي لدعم الشعب السوري والمجتمعات المضيفة له في الدول المجاورة، بما في ذلك ضمان احترام الحريات الأساسية والقانون الدولي”.

وأشار البيان الختامي إلى أن المؤتمر استند إلى اجتماعات سابقة في العقبة (كانون الأول 2024)، والرياض (كانون الثاني 2025)، وباريس (شباط 2025)، مؤكداً “دعم الاتحاد الأوروبي لوحدة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها”، ومشدداً على أهمية “مؤسسات الدولة الشاملة ومكافحة جميع أشكال التمييز والتطرف”.

انتقال شامل يلبي تطلعات جميع السوريين

وقال البيان إن الاتحاد الأوروبي يدعم “إعادة بناء سوريا كدولة حرة وشاملة وذات سيادة، قائمة على احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي”، مؤكداً ضرورة أن تكون عملية الانتقال “شاملة وتلبي تطلعات جميع مكونات المجتمع السوري، سواء في الداخل أو الشتات”.

وذكر البيان أن الاتحاد الأوروبي والحكومة السورية اتفقا على “ضرورة ضمان أن تُلبي عملية الانتقال، بما في ذلك من خلال عملية الحوار الوطني، تطلعات جميع مكونات المجتمع السوري، وأن تتاح لجميع السوريين، في الداخل وفي الشتات، فرصة إعادة توحيد بلادهم وتحقيق الاستقرار فيها وإعادة بنائها، واستعادة العدالة والحرية، وضمان المساءلة بروح المصالحة”.

كما اتفق الطرفان على تنفيذ الاتفاق المبرم، في 10 آذار الجاري، مع “قوات سوريا الديمقراطية”، وأكدا على “الأهمية الحاسمة لمنع عودة ظهور الإرهاب، بما في ذلك داعش”، مع الإشارة إلى “الحاجة الملحة لمعالجة قضية الرعايا غير السوريين المحتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا”.

اتفق الطرفان على أن إعادة إعمار سوريا جهد جماعي وشامل، يجب أن يكون شاملاً، بقيادة سورية وملكية سورية، وأن يكون للأمم المتحدة دورٌ هامٌ فيه إلى جانب الجهات المعنية الأخرى.

وشدد البيان المشترك على “الحاجة الملحة لتخفيف معاناة مليوني سوري يعيشون في المخيمات، وكذلك أولئك الذين تتأثر سبل عيشهم بالتهديدات الخارجية على الحدود السورية”، داعياً إلى “الاحترام الكامل لوحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها”.

إدانة “الانتقام اللاحق” وضرورة العدالة السريعة

وأكد البيان على ضرورة “العمل بشكل جماعي” من أجل الكشف عن مصير 150 ألف سوري اختفوا قسراً، وخاصة في سجون نظام الأسد، والذين لا يزال مصيرهم مجهولاً، وأكد الاتحاد الأوروبي دعمه للجهود الوطنية والدولية في هذا الصدد.

ودان الموقعون على البيان الهجمات العنيفة التي شنّتها فلول نظام الأسد على قوات الأمن، معربين عن رفضهم أي استغلال للوضع السوري من قِبَل أي جهات حكومية أو غير حكومية، بما في ذلك التلاعب بالمعلومات.

وجدّدوا إدانتهم الشديدة “للانتقام اللاحق”، الذي أسفر عن جرائم مروّعة ضد المدنيين على يد عدد من الجماعات المسلحة، مشددين على “الضرورة القصوى لمحاسبة جميع الجناة”.

وأكدوا على أن “العدالة السريعة ضرورية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم مجدداً، ولضمان عيش جميع السوريين، دون تمييز من أي نوع، دون خوف في سوريا الجديدة”.

ورحّب البيان بالالتزامات التي قطعتها الحكومة السورية، ولا سيما إنشاء لجنة تحقيق، ودعا لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة إلى التحقيق في هذه الأعمال أيضاً.

نهج الاتحاد الأوروبي سيكون متناسباً مع التطورات في سوريا

من جهة أخرى، أكد الموقعون على البيان المشترك على “الحاجة الملحة لتلبية احتياجات الشعب السوري”، ورحبوا بجهود التعهدات التي بذلها المانحون لصالح سوريا والمنطقة، التي أُعلن عنها خلال مؤتمر بروكسل التاسع، كما رحبوا بنية إنشاء إطار تنسيق جديد لتكملة وتسريع التعافي الاجتماعي والاقتصادي الشامل وإعادة الإعمار.

وأشار البيان إلى الدعم المستمر لتسريع التعافي الاقتصادي والقدرة على الصمود في سوريا، للمساعدة في تعزيز مؤسسات الدولة السورية والمؤسسات المحلية، وكذلك مجتمعها المدني المزدهر والمتنوع والقيّم، بناءً على دعم الاتحاد الأوروبي القائم منذ فترة طويلة، والذي أُعيد تأكيده في هذا المؤتمر”.

وشدد البيان على أن “نهج الاتحاد الأوروبي في هذا الصدد سيكون متناسباً مع التطورات في البلاد”. مشيراً إلى “أهمية استمرار الدعم للدول المضيفة للاجئين طالما لم تُستوفَ شروط العودة الطوعية والآمنة والمستدامة والكريمة بشكل كامل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى