أفادت “زمان الوصل” أنها حصلت على معلومات متقاطعة موثقة بالصور، تثبت وصول ضابط من جيش النظام برتبة لواء متهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا إلى أوروبا، التي تنقل بين أكثر من بلد فيها، حيث يقيم بين هولندا وألمانيا، وزار سويسرا عدة مرات، بعد موافقة المخابرات العسكرية على سفره، حيث يوضع الضباط على قائمة الممنوعين من السفر.
المعلومات والصور تخص اللواء “شوكت صالح العلي” نائب قائد القوى البحرية السابق، الذي اتهمه مصدر بالمسؤولية عن “مجزرة الرمل الجنوبي” باللاذقية، فيما أكد مصدر آخر أنه عراب “الألغام البحرية التي أسقطت على المدنيين”.
*مجزرة “الرمل الجنوبي”
الشاهد الأول محمد ناجي، أكد أن “العلي” أصدر أوامر بقصف الحي الجنوبي في اللاذقية وقُصف معه أيضا حي “مسبح الشعب”، وأكد المصدر أنه كان يخدم تحت إمرة “العلي” في القيادة البحرية، عندما وقعت مجزرة “الرمل الجنوبي”، التي راح ضحيتها عشرات المدنيين.
وأفاد المصدر بأن لمجزرة “الرمل الجنوبي” جانبا آخر من البشاعة، حيث إن جثامين الضحايا التي دفنت تحت الأنقاض جراء قصف بحرية النظام للحي، بقيت في مكانها ولم تنتشل إلا بعد مضي عدة أشهر.
وتكمن أهمية حديث المصدر عن مشاركة “العلي” الفعلية في مجزرة حي “الرمل الجنوبي”، أن كل القوائم المنشورة للمتهمين بارتكاب جرائم حرب في سوريا، لم تورد اسم هذا اللواء، ما يعني أن الكشف عن هويته وصوره ووصوله إلى أوروبا مع عائلته، يمكن أن يشكل انعطافه جديدة في توثيق مزيد من أسماء ضباط النظام المسؤولين عن المجازر، لاسيما أولئك الذين لم يسبق لكثيرين أن سمعوا بهم.
ورغم رتبته العالية، ودوره القيادي، لا يبدو غياب اسم “شوكت العلي” عن قائمة المتهمين بجرائم الحرب غريبا، إذ إن سلاح البحرية الذي ينتمي إليه “العلي” ما زال يحتاج إلى جهود مكثفة لتوثيق دوره في قتل السوريين، حيث لم يلق هذا السلاح أي اهتمام من المعنيين بشؤون جرائم الحرب، مقارنة بالقوات البرية والجوية.
ومن النقطة الأخيرة بالذات تظهر أهمية الكشف عن اسم “شوكت العلي” ودوره وتحركاته، في سبيل إنصاف الضحايا الذين سقطوا بنيران سلاح البحرية، الذي كان سباقا تحت قيادة “العلي” وأمثاله إلى قتل السوريين، منذ المراحل الأولى لثورتهم، حيث وقعت مجزرة “الرمل الجنوبي” صيف 2011، عندما كانت الثورة السورية ما تزال في مرحلتها السلمية.
قاتل السوريين بالألغام البحرية
من جهته قال الشاهد الثاني أكثم يونس، معلنا استعداده للشهادة في المحاكم الدولية، إن للعلي دورا بارزا في تحويل الألغام البحرية التي تعود لعهد الإتحاد السوفيتي، المخزنة لدى النظام إلى سلاح فتاك، يرمى من الطائرات العامودية كما البراميل المتفجرة لكنه أكثر فتكا.
وتابع المصدر الموجود داخل سوريا حاليا، إنه بجهود “العلي” وقبله اللواء “طالب بري” قائد القوى البحرية، تمكن النظام من تحويل الألغام البحرية التي عفى عليها الزمن إلى “قنابل عمياء”.
ويقيم “العلي” مع زوجته في أوروبا منذ سنة بحد أدنى، حيث يقصد في بعض المرات منزل ابنته الشابة التي تعيش في جنوب غرب ألمانيا، والتي بدورها تتردد على سوريا، بالإضافة لمنزل ولديه في هولندا، وهنا يطرح سؤال: كيف دخل ضابط برتبة عالية إلى دول الإتحاد الأوربي وقبله عائلته.! يذكر أن اللواء “العلي” شارك في مناورات بحرية ضخمة بالذخيرة الحية عام 2012 لمرتين متتاليتين بنفس العام، برعاية بشار الأسد وحضور وزير الدفاع في حينها “داوود راجحة”، حيث بث التلفزيون الرسمي لقطات للعلي واختبر جيش النظام صواريخ بحرية وحوامات وزوارق حربية.
وشاركت القوى البحرية في قتل المدنيين بالمناطق الساحلية وجبل التركمان، حيث تحولت كقوة برية لقمع المظاهرات، واستخدمت مقراتها مراكز اعتقال وتجميع قوات مشتركة بإشراف المخابرات العسكرية، وزجّ نظام الأسد بعد انقراض معظم مروحياته التي كانت تقوم بإلقاء البراميل المتفجرة من طرازي (“mi-8″ وm”-17″)، بمروحيات السرب (“618”) حوامات بحرية من طرازي(“mi-14″ و”kamo f-28”) في الحرب على أرياف دمشق وحماة وإدلب وغيرها ضمن التمهيد الناري لقوات النظام والميليشيات الطائفية الداعمة لها هناك.
*من هو “العلي”
شوكت صالح العلي، مواليد 1953، من بلدة” حديدة حمص”، والدته كردية، التحق بسلك البحرية أوائل سبعينات القرن الماضي، بالتزامن مع استيلاء حافظ الأسد على السلطة، حيث درس وتخرج في الكلية البحرية بالإسكندرية (الدفعة 26)، ثم التحق بجيش النظام ليخدم فيه أكثر من 4 عقود، حيث خدم فترة طويلة في الوحدة 108 غواصات “روميو 633″، ثم استلم قيادة نفس الوحدة، ثم عيين رئيسا لفرع التدريب في قيادة القوى البحرية ثم رفع إلى رتبة لواء، وعين مديراً للكلية البحرية ثم نائباً لقائد القوى البحرية وأحيل إلى التقاعد نهاية عام 2013.