
ألغى الجيش الإسرائيلي، يوم أمس الجمعة، جميع “الجولات السياحية” المخطط لها إلى مناطق حدودية داخل الأراضي السورية، والتي كانت مخصصة لمجموعات إسرائيلية مصحوبة بمرشدين وبتراخيص رسمية.
وأوضح جيش الاحتلال في بيان أن القرار جاء عقب “تقييم للوضع العملياتي”، مشيراً إلى أن “الدخول إلى طرق عبور السياج الحدودي لن يُسمح به في هذه المرحلة”، في إشارة إلى مناطق تقع بمحاذاة الجولان السوري المحتل.
وبموجب القرار، شملت الإلغاءات ثلاثة مسارات رئيسية هي: نهر الرقاد، وجسر الهامة على ضفاف نهر اليرموك، ونفق سكة حديد الحجاز في منطقة اليرموك، وفقاً لما نقلته صحيفة “يديعوت أحرونوت”.
من جهة أخرى، استُثني المسار الرابع الواقع على جبل الشيخ، المطل على الحدود اللبنانية، من قرار الإلغاء، حيث أكد الجيش أن هذا المسار سيبقى مفتوحاً مؤقتاً في الوقت الراهن.
الاحتلال ينظم جولات سياحية داخل أراضٍ سورية محتلة
أبلغت قيادة الجيش الإسرائيلي، قبل أيام، مستوطنين بعزمها تنظيم جولاتٍ سياحية خاصة داخل أراضٍ سورية تقع خارج الشريط الحدودي، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى ترسيخ “السياحة الأمنية” تحت حماية مباشرة من قوات الاحتلال.
ووفقاً لصحيفة “هآرتس”، فإن الدعوة المفاجئة للجولات صدرت عن قيادة المنطقة الشمالية في الجيش والفرقة 210، بالتنسيق مع مجلس الجولان الإقليمي، وتشمل مناطق يُمنع الوصول إليها عادة، أبرزها وادي الرقاد، ومعبر الحمة، وجبل الشيخ، ونفق سكة الحجاز قرب نهر اليرموك، وهي مواقع تخضع للاحتلال الإسرائيلي وتُصنَّف على أنها خارج السياج الحدودي.
وتُنظَّم هذه الرحلات للمرة الأولى منذ إعلان قيام “دولة إسرائيل” عام 1948، وتتم بمشاركة مؤسسات استيطانية وسلطة الطبيعة والمتنزهات، وترافقها حماية أمنية مشددة خلال عطلة عيد الفصح اليهودي.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، كان من المقرّر أن تشمل إحدى الجولات الوصول إلى نقطة مراقبة في جبل دوف، المطل على جنوبي لبنان وسهل البقاع، في حين تقع بعض المناطق الأخرى التي تُنظَّم فيها الجولات ضمن أراضٍ كانت تسيطر عليها قوات النظام المخلوع قبل الإطاحة به، وأخرى سيطرت عليها إسرائيل لاحقاً.
وقد أثارت هذه الخطوة، رغم تأكيدات الجيش الإسرائيلي بأنها “آمنة بالكامل”، تساؤلات واسعة بسبب الطابع الحساس للمناطق الحدودية المعنية، لا سيما بعد حوادث أمنية متكررة شهدتها تلك المنطقة خلال السنوات الماضية.
بدورها، وصفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الخطوة بأنها غير مسبوقة منذ تأسيس إسرائيل، مؤكدة أن العديد من المواقع التي تُنظَّم فيها الجولات تُعدّ مناطق عسكرية مغلقة، ما يضفي طابعاً استفزازياً على هذه الأنشطة ويثير مخاوف من أهداف توسعية مموّهة بأنشطة سياحية.
وتحتل إسرائيل منذ عام 1967 معظم مساحة هضبة الجولان، وقد استغلت مرحلة انهيار النظام السابق للتوغل خارج المنطقة العازلة المنصوص عليها في اتفاقية فض الاشتباك لعام 1974، وصولاً إلى مواقع استراتيجية كجبل الشيخ، متجاوزة بذلك الخطوط المتفق عليها مع سوريا سابقاً.