أخبار سوريا

الأمم المتحدة تؤكد ضرورة الحفاظ على زخم الاستثمار في تعافي سوريا وتنميتها

أكدت الأمم المتحدة على ضرورة الحفاظ على “زخم الاستثمار” في تعافي سوريا وتنميتها، محذرة من أنه “بدون ذلك، سيتجاوز حجم الاحتياجات الإنسانية قدرتنا على الاستجابة لها بكثير”.

جاء ذلك في إحاطة خلال جلسة مجلس الأمن بشأن سوريا، أمس الجمعة، قدمتها الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة، جويس مسويا، أكدت فيها أهمية مواصلة الجهود الدولية لدعم السوريين في ظل التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد.

وقالت مسويا إن سوريا لا تزال من واحدة من أضخم الأزمات الإنسانية على مستوى العالم، مشيرةً إلى أن ثلاثة أرباع السكان بحاجة إلى المساعدة، وأكثر من نصفهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي، وسبعة ملايين شخص لا يزالون نازحين.

تحسّن أمني جزئي لكن التحديات باقية

وأفادت المسؤولة الأممية أن الأسابيع الأخيرة شهدت تحسناً في الوضع الأمني في أجزاء من محافظة حلب وشمال شرقي سوريا، في أعقاب اتفاق الحكومة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية”، مما انعكس إيجابياً على حياة المدنيين.

وأشارت إلى انخفاض في الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، وتخفيف القيود على الحركة في مدينة حلب، واستعداد آلاف النازحين في الشمال الشرقي للعودة إلى منطقة عفرين.

كما أشارت إلى اتفاق بشأن الإدارة المشتركة لسد تشرين، الذي سمح بتوسيع إمدادات الكهرباء لمنشآت المياه التي تخدم أكثر من 3 ملايين شخص.

وعن الساحل السوري، قالت مسويا إنه رغم التحسن، لا تزال الحوادث التي تؤثر على المدنيين مستمرة، إضافة إلى استمرار نزوح عشرات الآلاف، بينهم أكثر من 30 ألف لاجئ إلى لبنان، في وقت تعيق فيه الأوضاع الأمنية الوصول إلى المناطق الريفية لتقديم المساعدات.

وأضافت أن الغارات الجوية الإسرائيلية ما زالت مستمرة في مناطق مختلفة، إضافة إلى توترات أمنية في الجنوب أسفرت عن مواجهات وسقوط ضحايا مدنيين.

وحذرت المسؤولة الأممية من استمرار خطر المتفجرات من مخلفات الحرب، حيث تم تسجيل أكثر من 700 ضحية منذ 8 كانون الأول الماضي، بمعدل يفوق خمس إصابات يومياً.

مساعدات إنسانية مستمرة رغم التحديات

وبشأن المساعدات الإنسانية، أكدت مسويا أن الأمم المتحدة وشركاءها يواصلون تقديم المساعدات الأساسية لملايين الأشخاص شهرياً، مع التركيز على الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة رغم محدوديتها.

وعن أبرز جهود الأمم المتحدة الإنسانية في سوريا، ذكرت مسويا:

•منظمة الصحة العالمية تقدم أدوية أساسية لأكثر من 100 ألف مريض بالأمراض المزمنة في حلب وحماة واللاذقية وطرطوس.

•إيصال 2.7 طن من معدات الجراحة الطارئة والأدوية إلى مستشفيات في دير الزور.

•ترميم مستشفيات متضررة في ريف دمشق وإدلب.

•إعادة تأهيل 180 مرفقاً للمياه والصرف الصحي، منها محطات معالجة المياه والضخ.

•التخلص الآمن من أكثر من 2000 قطعة ذخيرة غير منفجرة في أكثر من 1400 عملية إزالة.

•إيصال مساعدات غذائية عبر 960 شاحنة من تركيا منذ بداية العام، وهو عدد يفوق كامل العام 2024، منها 24 شاحنة عبر معبر باب الهوى هذا الأسبوع فقط.
عجز تمويلي يهدد العمليات الإنسانية
وحذّرت المسؤولة الأممية من نقص حاد في التمويل، حيث لم يتم استلام سوى 186 مليون دولار حتى الآن، أي أقل من 10 % من الاحتياجات للفترة الأولى من عام 2025، مشيرة إلى أن هذا النقص ينعكس مباشرة على العمليات الإنسانية.
وكشفت أن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قلصت عدد موظفيها في سوريا بنسبة 30 %، في حين تواجه نصف مراكز المجتمع التابعة للمفوضية خطر الإغلاق بحلول الصيف المقبل.
وأضافت أن برنامج الأغذية العالمية يحتاج إلى 100 مليون دولار لتجنب انقطاع المساعدات في آب المقبل، كما أن المستشفيات في دير الزور، والتي تخدم أكثر من 200 ألف شخص، مهددة بالإغلاق الشهر المقبل، في حين أكثر من 170 منشأة صحية في الشمال الغربي معرضة لنفاد التمويل مع نهاية الشهر القادم.
الاستثمار في التعافي والتنمية
وشددت مسويا على ضرورة الحفاظ على “زخم الاستثمار” في تعافي سوريا وتنميتها، محذّرة من أن عدم القيام بذلك سيجعل حجم الاحتياجات الإنسانية يتجاوز قدرة الاستجابة لها بكثير.

وأشارت إلى أن ملايين اللاجئين والنازحين الذين أعربوا عن رغبتهم في العودة إلى ديارهم سيظلون مترددين في ظل غياب الخدمات الأساسية وفرص كسب العيش”.
وأكدت الأمين العام المساعد للشؤون الإنسانية أن “الأمل في هذه الفرصة الحاسمة لبناء مستقبل أكثر ازدهاراً معرضاً لخطر التلاشي، إذا لم يتم اغتنامها”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى