أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن دخول أحد قادته إلى سوريا ولقائه بزعماء دروز، وذلك في وقت تتصاعد فيه الحملات الإسرائيلية ضد الإدارة السورية بذريعة حماية الدروز.
وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن منسق الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية، اللواء غسان عليان، دخل سوريا مؤخراً والتقى زعماء دروزاً، من دون أن تحدد المناطق التي دخلها أو الشخصيات التي التقاها.
وفي أواخر شهر شباط الماضي، نقلت صحيفة “إسرائيل اليوم” عن مصدر مطلع قوله إن عليان التقى قيادات درزية سورية لتعزيز العلاقات، من دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وكان عليان قد كُلّف بوضع خطة لمنح السوريين المنتمين إلى الطائفة الدرزية تصاريح عمل للدخول إلى الأراضي المحتلة للعمل صباحاً والعودة إلى سوريا مساءً.
غسان عليان في قلب سياسات الاحتلال
وُلد عليان في قرية شفا عمرو الواقعة في منطقة الجليل عام 1972، وينتمي إلى الطائفة الدرزية، ويحمل رتبة لواء (جنرال).
بدأ مسيرته العسكرية في لواء “غولاني”، أحد ألوية النخبة في الجيش الإسرائيلي، وتمكن لاحقاً من قيادة هذا اللواء خلال الحرب على قطاع غزة عام 2014، حيث أُصيب بجروح بالغة ونُقل على إثرها إلى مستشفى “سوروكا” لتلقي العلاج.
تدرّج عليان في عدة مناصب عسكرية بارزة، إذ شغل منصب قائد لواء “غولاني”، ثم عُيّن رئيساً لمديرية التنسيق والارتباط، قبل أن يتسلم القيادة الحالية لوحدة “كوغات”.
وفي عام 2021، تولى منصب قائد وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، المعروفة اختصاراً بـ”كوغات”، وهي الجهة المسؤولة عن إدارة الشؤون المدنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتتبع لوزارة الدفاع الإسرائيلية.
ويُشرف عليان حالياً، بصفته قائد “كوغات”، على عمليات التنسيق مع السلطة الفلسطينية، إلى جانب منح تصاريح العمل للفلسطينيين، وتنفيذ مشاريع بنية تحتية وإنسانية بالتعاون مع منظمات دولية.
وقد أثار عليان جدلاً واسعاً في الأوساط الفلسطينية، إذ يُنظر إليه كأداة في يد الاحتلال للتحكم في تفاصيل الحياة اليومية للفلسطينيين، لا سيما في ظل تصريحاته التي تبرر الإجراءات العقابية بحق سكان قطاع غزة.
مزاعم إسرائيل بحماية الدروز في سوريا
كرّر رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه، يوآف كاتس، خلال الفترة الماضية، المزاعم التي تتحدث عن حماية الدروز في سوريا، مستغلا الأحداث الميدانية لترويج هذه الادعاءات.
ومؤخراً، شنّت طائرات الاحتلال غارات على مواقع في سوريا بذريعة “الدفاع عن الدروز”، وذلك على خلفية التوترات التي شهدتها منطقتا جرمانا وصحنايا بريف دمشق، إلا أن صحيفة “يديعوت أحرونوت” أكدت أن المواقع المستهدفة تقع ضمن “بنك أهداف” معدّ مسبقاً لضرب البنية التحتية للجيش السوري.
وأكدت الصحيفة أن السبب الأول للغارات هو تدمير الأسلحة الاستراتيجية السورية المتبقية من جيش النظام المخلوع، والتي قد تُستخدم ضد إسرائيل، أما السبب الثاني فهو الادعاء بحماية الدروز.
يُشار إلى أن الحكومة السورية تؤكد حرصها على حماية جميع السوريين من دون تمييز، وتندد بتدخل الاحتلال في الشؤون الداخلية للبلاد.