
أعلن الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” عن قيام فريق هندسي بجولة ميدانية في أحياء مدينة حلب، برفقة وفد من صندوق مساعدات سوريا (AFS)، استعداداً لإطلاق مشروع لإزالة الأنقاض في 16 حياً من أحياء المدينة.
وتركزت الجولة، التي جرت يوم أمس الإثنين، على تفقد المواقع المستهدفة ومناقشة تفاصيل تنفيذ المشروع، بما يشمل الخطط الهندسية، وآليات نقل الأنقاض، وطرق إعادة تدويرها بوسائل فعّالة ومستدامة.
ويُنتظر أن ينطلق المشروع خلال شهر أيار الجاري، ويشمل إزالة الأنقاض إلى جانب تنفيذ عمليات هدم منظمة للأبنية المتضررة، بناءً على تقارير لجنة السلامة العامة، بهدف تحسين السلامة العامة وتيسير عودة الحياة إلى تلك الأحياء.
وأكد الدفاع المدني أن المشروع يُعد خطوة نوعية في مسار تعافي مدينة حلب، حيث يهدف إلى تحسين البيئة الحضرية، وتعزيز سلامة السكان، وتمهيد الطريق أمام جهود إعادة الإعمار وتحسين ظروف المعيشة.
إطلاق مشروع لإزالة الأنقاض في حلب
أطلق الدفاع المدني السوري، في شباط الماضي، مشروعاً لإزالة الأنقاض من ثلاثة أحياء متضررة في مدينة حلب، ضمن المرحلة الأولى التي شملت أحياء الشعار وقاضي عسكر وكرم حومد، وذلك في إطار جهود إعادة تأهيل المناطق المتضررة جراء الحرب.
وتشارك في المشروع فرق متخصصة في إزالة مخلفات الحرب غير المنفجرة، حيث تقوم بإجراء مسح تقني للمواقع المستهدفة قبل أن تبدأ الفرق الهندسية والتقنية بأعمال إزالة الأنقاض.
وتُنقل الكميات القابلة لإعادة التدوير إلى مركز التدوير في منطقة الراموسة، فيما يُجرى التخلص من الركام المختلط بالنفايات العضوية بطريقة آمنة في منطقة عين العصافير، بحسب ما ذكر الدفاع المدني السوري في بيان سابق.
ومن المتوقع ترحيل ما يقارب 40 ألف متر مكعب من الأنقاض، وذلك بناءً على الموافقات القانونية المتعلقة بالملكية العامة والخاصة، إضافة إلى تقارير لجنة السلامة العامة.
ومنذ انطلاق المشروع وحتى الخامس من أيار الجاري، بلغت كمية الأنقاض التي تم التعامل معها، عبر الترحيل أو إعادة التدوير، نحو 25 ألف متر مكعب، فيما تتواصل الأعمال بهدف إعادة الحياة تدريجياً إلى الأحياء الشرقية من المدينة.
الدمار في مدينة حلب
تعرّضت مدينة حلب لدمار واسع النطاق نتيجة القصف العنيف الذي شنّته قوات النظام المخلوع وروسيا خلال السنوات الماضية، ولا سيما في الأحياء الشرقية التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة.
واستخدمت القوات المهاجمة مختلف أنواع الأسلحة، من البراميل المتفجرة إلى الغارات الجوية الروسية، ما أدى إلى تدمير أحياء بأكملها فوق رؤوس ساكنيها، ومحو معالم عمرانية وتاريخية تعود لمئات السنين.
وتسبّب هذا القصف في انهيار البنية التحتية، وتدمير المستشفيات والمدارس والأسواق، وتهجير مئات الآلاف من السكان، في واحدة من أكثر الحملات العسكرية تدميراً في التاريخ الحديث للمدن السورية.