أخبار سوريا

ترمب يلتقي الرئيس السوري في الرياض ويعلن رفع العقوبات

عقد الرئيس السوري أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، اجتماعاً مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في العاصمة السعودية الرياض، وذلك على هامش القمة الخليجية الأميركية.

وحضر اللقاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما شارك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عبر تقنية الاتصال المرئي. ووفقاً لوسائل إعلام سعودية، فقد استغرق الاجتماع نحو 33 دقيقة.

“بدأ العمل نحو سوريا العظيمة”

وفي تعليقه على الاجتماع، قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني: “نشارك هذا الإنجاز شعبنا السوري الذي ضحى لأجل إعادة سوريا إلى مكانتها التي تستحق، والآن بدأ العمل نحو سوريا العظيمة، والحمد لله رب العالمين”.

كما أصدرت وزارة الخارجية والمغتربين السورية بياناً بشأن اللقاء، أكدت فيه أن القادة شددوا على ضرورة رفع العقوبات المفروضة على سوريا، ودعم مسار التعافي وإعادة الإعمار.

وأوضح البيان أن الأمير محمد بن سلمان أكد على ضرورة هذه الخطوة لتحقيق الاستقرار في المنطقة، بينما شدد الرئيس ترمب التزام بلاده بالوقوف إلى جانب سوريا في هذه المرحلة المفصلية، في حين عبر الرئيس الشرع عن امتنانه للدعم الإقليمي والدولي، مشدداً على مضي سوريا بثقة نحو المستقبل.

وتناول اللقاء أيضاً سبل الشراكة السورية – الأميركية في مجال مكافحة الإرهاب، والتعاون في القضاء على تأثير الفاعلين من غير الدول، والمجموعات المسلحة غير السورية التي تعيق الاستقرار، بما في ذلك تنظيم “داعش” والتهديدات الأخرى، وفقاً للبيان.

واختُتم البيان بالإشارة إلى اجتماع مرتقب سيُعقد بين وزير الخارجية السوري ونظيره الأميركي، بهدف متابعة التنسيق الثنائي وتفعيل التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال اللقاء.

تفاصيل الاجتماع الرباعي

وحول تفاصيل اللقاء الرباعي، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارولين ليفيت، إن الرئيس ترمب دعا نظيره السوري أحمد الشرع إلى الانضمام إلى “اتفاقيات أبراهام” مع إسرائيل.

كما طلب ترمب من الرئيس الشرع التعاون مع الولايات المتحدة لمنع عودة “تنظيم الدولة” (داعش)، وتحمل مسؤولية مراكز احتجاز عناصر “داعش” في شمال شرقي سوريا.

وبحسب ليفيت، حث ترمب الرئيس الشرع على طرد جميع المقاتلين الأجانب والمقاتلين الفلسطينيين من سوريا، وأبلغه خلال الاجتماع بأن أمامه فرصة لتحقيق “إنجاز تاريخي” في بلاده.

ووفقاً لليفيت، أعرب الرئيس الشرع عن شكره لولي العهد السعودي ولترمب على تنظيم هذا اللقاء، مشيداً بـ”الفرصة المهمة” التي أتاحها انسحاب إيران من سوريا، وبالمصالح الأميركية السورية المشتركة في مكافحة الإرهاب والقضاء على مخزون المتبقي من الأسلحة الكيميائية.

وأكد الرئيس الشرع التزامه باتفاقية فض الاشتباك مع إسرائيل الموقعة عام 1974، واختتم كلمته معرباً عن أمله في أن تكون سوريا حلقة وصل أساسية في تسهيل التجارة بين الشرق والغرب، داعياً الشركات الأميركية إلى الاستثمار في النفط والغاز في سوريا.

بدوره، أشاد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بقرار ترمب رفع العقوبات عن سوريا، واصفاً إياه بـ”القرار الشجاع”، كما أشاد الرئيس أردوغان بترامب لرفعه العقوبات عن سوريا، وتعهد بالعمل مع المملكة العربية السعودية لتعزيز السلام والازدهار في سوريا.

ترمب يعلن تطبيع العلاقات مع سوريا ورفع جميع العقوبات

أعلن الرئيس ترمب، عقب اختتام الاجتماع الرباعي، خلال كلمته في القمة الخليجية الأميركية، رفعَ جميع العقوبات المفروضة على سوريا، والبدء باتخاذ خطوات عملية لتطبيع العلاقات مع الإدارة السورية.

وأوضح ترمب أن هذا التحول يأتي عقب لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع، مؤكداً استعداد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، لعقد لقاء قريب مع نظيره السوري أسعد الشيباني في تركيا.

وأضاف ترمب: “بعد اجتماعي مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ومحادثاتي مع الرئيس أردوغان والقيادة السورية، قررت رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، لمنحها فرصة حقيقية لانطلاقة جديدة”.

ابن سلمان يؤكد دعم وحدة سوريا ويشيد بقرار رفع العقوبات الأميركية

بدوره، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال القمة الخليجية الأميركية، على أهمية وحدة الأراضي السورية واحترام سيادتها، مشدداً على دعمه لجهود الحكومة السورية في ترسيخ الأمن والاستقرار.

كما أثنى على قرار الرئيس الأميركي ترمب برفع العقوبات عن سوريا، معتبراً أنه خطوة من شأنها التخفيف من معاناة الشعب السوري وفتح آفاق جديدة للتنمية والازدهار.

أردوغان يرحب بقرار رفع العقوبات ويؤكد استمرار دعم سوريا

وأكد أردوغان في الاجتماع الرباعي أن قرار ترمب رفعَ العقوبات عن سوريا يحظى بأهمية تاريخية، وفقاً لوكالة الأناضول.

وشدد أردوغان على مواصلة تركيا دعم دمشق في حربها ضد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها “تنظيم الدولة” (داعش).

تطبيع العلاقات بين سوريا والولايات المتحدة

ومساء أمس الثلاثاء، أعلن الرئيس ترمب، خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأميركي، عزمه رفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار، مشيراً إلى أن إدارته اتخذت الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات مع سوريا.

وقال إن سوريا “عانت من بؤس شديد، وموت كبير، ومن حروب لفترة طويلة، وعمليات قتل امتدت لسنوات، ونأمل أن تنجح الإدارة الحالية في إحلال الاستقرار والحفاظ على السلام في سوريا”.

وذكر أن إدارته اتخذت الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا للمرة الأولى منذ أكثر من عقد، مضيفاً: “يسعدني أن أعلن أن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، سيلتقي نظيره السوري، أسعد الشيباني، في تركيا، في وقت لاحق هذا الأسبوع”.

وأضاف: “الأهم من ذلك، وبعد مناقشة الوضع في سوريا مع ولي العهد (محمد بن سلمان)، وكذلك مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اتصل وطلب مني أمراً مشابهاً، إضافة إلى آخرين وأصدقاء لي، أشخاص أكنّ لهم احتراماً كبيراً في الشرق الأوسط، سآمر برفع العقوبات عن سوريا، لمنحها فرصة لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار”.

واعتبر ترمب أن “هذه العقوبات أدّت فعلاً مهمة أساسية، لكن آن الأوان كي نعطي سوريا الفرصة، واستناداً إلى ما أستمع إليه من أخبار، أتمنى لها حظاً طيباً، وآمل أن تكون النتيجة طيبة وممتازة”.

الشرع شريك ترامب غير المتوقع

وكانت قناة “فوكس نيوز” الأميركية قالت إن الرئيس الشرع قد يشكّل شريكاً غير متوقّع للرئيس ترامب، وقد يمنحه نصراً دبلوماسياً كبيراً.

وفي تقرير لها، أشارت القناة إلى أن جولة الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط بدأت، في حين تبرز سوريا كفرصة استراتيجية محتملة، لافتةً إلى مساعٍ لعقد لقاء بين الرئيس السوري ونظيره الأميركي خلال هذه الزيارة.

ونقلت “فوكس نيوز” عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية السورية قوله إن الرئيس الشرع يؤكد أن “سوريا الحرة الجديدة تسعى إلى إقامة علاقة استراتيجية قوية مع الولايات المتحدة، تقوم على المصالح المتبادلة والشراكة المشتركة”.

وأضاف المسؤول السوري، الذي لم تكشف القناة عن اسمه، أن “دمشق ترى في الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الزعيم الأكثر قدرة على تحقيق السلام في الشرق الأوسط”، مشيراً إلى أن سوريا “تأمل أن تصبح حليفاً فاعلاً ومؤثراً لواشنطن في القضايا الإقليمية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى