شهدت عموم قرى وبلدات جبل الزاوية بريف #إدلب الجنوبي يوم أمس الخميس ، حالة من الاحتجاجات عبّر الأهالي عنها من خلال إشعال الإطارات، لا سيّما أمام النقاط العسكرية التركية المتواجدة في المنطقة.
وجاء ذلك تعبيراً من الأهالي على غضبهم واحتجاجهم على استمرار قصف ميليشيات النظام وروسيا، وارتكاب المجازر المتكررة، محملين الضامن التركي المسؤولية عن وقف القصف الذي يستهدف المنطقة بشكل متكرر.
ورصدت شبكة شام صورا ومنشورات تناولها ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي وتظهر حالة الاحتجاج التي عبر عنها الأهالي بواسطة إشعال الإطارات المطاطية.
وسادت حالة من الغضب والاحتجاج وسط ترديد شعارات تطالب بتأمين الحماية لهم لا سيّما مع تكرار قصف المنطقة وارتكاب المجازر التي كان أخرها صباح اليوم المصادف لثالث أيام عيد الأضحى حيث استشهد 7 مدنيين بينهم أطفال وامرأة في قرية إبلين جنوبي إدلب.
وتواصل القوات الروسية وعبر استخدام أسلحة متطورة، ارتكاب المجزرة تلو الأخرى في منطقة “جبل الزاوية” بريف إدلب الجنوبي، ضمن حملة تصعيد مستمرة للشهر الثاني على التوالي، على مرآى ومسمع القوات العسكرية التركية وقيادتها هناك، الأمر الذي يجعل تلك القوات أمام موقف واختبار صعب – وفق متابعين – في مواجهة سخط الحاضنة الشعبية التي تعتبر أن تلك القوات مسؤولة عن أمنهم ووقف القصف والقتل بحقهم.
وكانت هناك خلال الأيام والأسابيع الماضية، سلسلة تحركات ومطالب في منطقة “جبل الزاوية” من فعاليات ومدنيي المنطقة، تحمل القوات التركية، مسؤولية التصعيد الجاري، وتطالبها بوضع حد لاستمرار المجازر والقصف، وسط تهديدات شعبية باللجوء لخيارات تصعيدية كقطع الطرقات والتظاهر أمام النقاط التركية.
وقالت مصادر من فعاليات جبل الزاوية، إن وجود القوات التركية في جبل الزاوية، كان دافعاً لعودة عشرات آلاف العائلات لقراهم ومنازلهم، بعد الاتفاق الروسي التركي للتهدئة، لكن عدم التزام روسيا والنظام بالهدنة المعمل بها حتى اليوم، يضع القوات التركية في موقع المسؤولية للوقف التصعيد.
وأوضحت المصادر أن استمرار المجازر بحق المدنيين في كل يوم، وعلى مرآى ومشاهدة القوات التركية هناك، يضعها أمام “اختبار صعب”، لوقف التصعيد، أمام تصاعد سخط الحاضنة الشعبية هناك، والتي تحمل تلك القوات المسؤولية الأولى عن حمايتهم، معتبراً أن الرد المدفعي لم يعد مجدياً ولم يوقف القصف.
وذكر المصدر أن هناك رد من القوات التركية في جبل الزاوية مدفعياً باتجاه مناطق سيطرة النظام بعد كل مجزرة، إلى أنه لفت إلى أن هذا الرد لم يرق للحد الأدنى المطلوب، وأن فعاليات المنطقة باتت تدرس عدة خيارات للضغط على الجانب التركي لتحمل مسؤولياته، منها قطع الطرقات على مرور الأرتال وقد تصل للتظاهر على النقاط التركية، وأمور لم يكشف طبيعتها.
ويرى متابعون أن تصعيد روسيا يضع تركيا الضامن للاتفاق الخاص بمناطق شمال غرب سوريا يحرج تركيا، مؤكدين أن أحد أهداف روسيا من وراء هذا التصعيد هو الضغط على الجانب التركي لتقديم تنازلات إضافية في الاتفاقيات المتعلقة بالمنطقة، وأن روسيا تراهن فعلياً على تصاعد النقمة الشعبية ضد القوات التركية.
وكان حمل بيان صادر عن فعاليات مدنية وأهلية في “جبل الزاوية” بريف إدلب، “الضامن التركي” مسؤولية حماية آلاف المدنيين في المنطقة، حيال القصف المستمر من قبل النظام وروسيا، وارتكابهما المجازر اليومية بحق أهالي المنطقة.
وتواجه منطقة “جبل الزاوية” التي تضم قرابة 35 قرية وبلدة، مليئة بالمدنيين، حملة قصف مدفعية مركزة وعنيفة منذ قرابة شهر ونصف، تسببت في ارتكاب العديد من المجازر بحق المدنيين العزل، آخرها في إحسم وسرجة، وقبلها في إبلين وبليون ومناطق أخرى.