أخبار سوريا

مظلوم عبدي يعلن الالتزام بالاتفاق مع الرئيس السوري والانفتاح على لقاء أردوغان

قال زعيم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) مظلوم عبدي إنّ رفع العقوبات عن سوريا يُعد خطوة إيجابية من شأنها أن تنعكس على الوضع الاقتصادي في عموم البلاد، موضحاً أن مناطق شمالي وشرقي سوريا لم تكن مشمولة فعلياً بالعقوبات، إلا أن رفعها سيعزز الاستقرار الاقتصادي والسياسي.

وقال عبدي في لقاء مسجّل إن “قسد” كانت دائماً مع رفع العقوبات عن الشعب السوري، مشيراً إلى أن العقوبات أثّرت بشكل مباشر على حياة المواطنين، وأن هذه الخطوة ستفتح المجال لتحسين الظروف المعيشية وتعزيز الأمن والاستقرار.

سوريا الجديدة بعد سقوط النظام

وعن مستقبل سوريا بعد سقوط النظام، رأى عبدي في لقاء مع قناة “شمس” أن المرحلة المقبلة تمثل فرصة لبناء دولة جديدة قائمة على اللامركزية والعدالة، تضمن مشاركة كل المكونات السورية في المؤسسات الرسمية من دون إقصاء.

ولفت إلى أن الشعب السوري عاش تجربة مريرة، ومن الضروري استخلاص العبر منها لتجاوز نموذج الحكم الشمولي والحزب الواحد.

وذكر أن غالبية السوريين باتوا يرفضون العودة إلى نظام الهيمنة والديكتاتورية، معتبراً أن التنوع القومي والديني في البلاد يجب أن يُنظر إليه كمصدر غنى وقوة في مشروع بناء سوريا الحديثة.

حول مستقبل السلاح والمشاركة السياسية

ورداً على سؤال حول متى قد يخلع عبدي البزة العسكرية، أوضح أن التهديدات الأمنية ما تزال قائمة، وأن قوات “قسد” منتشرة على خطوط التماس مع مناطق يراها خطراً على أمن المنطقة.

وشدّد على أن التحول السياسي الكامل يحتاج إلى ضمانات دستورية تحفظ حقوق المكونات، وعلى رأسها الكرد، مشيراً إلى أن “قسد” مستعدة للانخراط في العملية السياسية متى ما تحقق الاستقرار وتم تثبيت الاتفاقات.

وحول الاتفاق الذي وقّعه مع الرئيس السوري أحمد الشرع، قال عبدي إن الاتفاق ما زال قائماً ويحظى بالتزام الطرفين، لافتاً إلى أن لجاناً مشتركة شُكّلت بين الجانبين وستبدأ قريباً بعقد اجتماعات لبحث آليات تنفيذ الاتفاق عملياً.

وفيما يتعلق بمسار التفاوض، أشار عبدي إلى وجود عقبات عملية، من أبرزها تثبيت وقف إطلاق النار وضمان الاستقرار الأمني، مؤكداً أن بعض التقدم تحقق في هذا المجال، إلا أن العمل ما يزال جارياً لتأمين بيئة سياسية وعسكرية تسمح بتطبيق الحلول المتفق عليها.

بين اللامركزية والفيدرالية: حساسية المصطلحات

وعن سبب تجنبه استخدام مصطلح “الفيدرالية”، قال عبدي إن الاتفاق الموقّع مع الحكومة السورية لا يتضمن هذا المفهوم، مؤكداً في الوقت نفسه أن الإدارة الذاتية تطالب بحكم محلي حقيقي يُمكّن أبناء المنطقة من إدارة شؤونهم.

ولفت إلى أن الحديث عن الفيدرالية يُقابل بحساسية من دمشق، التي ترى في ذلك تهديداً لوحدة البلاد، رغم أن المطلب الكردي لا يهدف إلى الانفصال.

وعلّق عبدي على الموقف الرسمي السوري من المؤتمر الأخير الذي حمل عنوان “وحدة الصف الكردي”، قائلاً إن ردّ فعل الرئيس أحمد الشرع كان متسرعاً، بسبب سوء فهم لمضمون الوثيقة السياسية التي صدرت عن المؤتمر.

العلاقة مع تركيا.. عبدي لا يمانع لقاء أردوغان

كشف عبدي أن وقف إطلاق النار مع تركيا لا يزال قائماً منذ قرابة شهرين ونصف، مشيراً إلى أن الهدنة الحالية مؤقتة ومشروطة، وتعمل “قسد” على تحويلها إلى هدنة دائمة تحفظ الاستقرار في شمالي سوريا.

أوضح عبدي أن الهدنة مرتبطة بعدة ملفات أمنية حساسة تطالب بها تركيا، لا سيما تلك المتعلقة بخطوط التماس والمراكز العسكرية في مناطق الاشتباك.

وأضاف أن من بين القضايا التي تُطرح في المفاوضات مسألة دمج “قسد” ضمن الجيش السوري، وهي من الملفات التي تحظى بتركيز من الجانب التركي في سياق البحث عن حلول أمنية مستدامة.

وعن احتمالية عقد لقاء بينه وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نفى عبدي وجود أي زيارة مقرّرة في الوقت الراهن، لكنه أكّد أنه لا يمانع من حيث المبدأ مثل هذا اللقاء إذا توفّرت الظروف المناسبة.

وعبّر عن انفتاحه على تطوير العلاقات مع تركيا، مؤكداً أن “قسد” ليست في حالة حرب مع أنقرة حالياً، وأن الباب مفتوح أمام الحوار مستقبلاً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى