
تطرّقت صحيفة نيويورك تايمز، الخميس، إلى تغيّر جذري في السياسة الأميركية تجاه سوريا، متناولة استثناءها من قرار حظر السفر الجديد الذي أصدره الرئيس دونالد ترامب، ومشيرة إلى بوادر تقارب دبلوماسي بعد سنوات من العزلة، لا سيما عقب الإطاحة برئيس النظام المخلوع بشار الأسد. كما سلّطت الضوء على تأثير هذا القرار على المواطنين السوريين الذين عبّروا عن تفاؤلهم بمستقبل أكثر انفتاحًا وأملاً.
فيما يلي الترجمة الكاملة لما أوردته الصحيفة:
خلال ولايته الأولى، أدرج الرئيس الأميركي دونالد ترامب سوريا ضمن سلسلة من قرارات حظر السفر التي استهدفت في الغالب دولاً ذات أغلبية مسلمة، واصفًا اللاجئين القادمين من البلد الذي مزقته الحرب بأنهم بحاجة إلى “تدقيق شديد” لحماية الأمن القومي.
وكان التأثير فوريًا: أُلغيت رحلات الطيران، وتوقفت عمليات إعادة توطين اللاجئين، وتفرقت العائلات.
لكن يوم الأربعاء، تم استثناء سوريا من قرار الحظر الجديد الذي أصدره ترامب، في إشارة إضافية على التحول الجذري في سياسة الولايات المتحدة الخارجية تجاه هذا البلد بعد الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر.
وكانت سوريا واحدة من أربع دول فقط تم استثناؤها من قائمة الحظر الجديدة، إلى جانب العراق وكوريا الشمالية ونيجيريا.
بالنسبة لكثير من السوريين، أضاف هذا القرار شعورًا متزايدًا بالتفاؤل حيال مستقبل بلادهم التي بدأت تخرج من سنوات الحرب وعقود من الديكتاتورية.
تفاؤل لدى السوريين
وقالت لينا حبشي بينما كانت تتسوق في دمشق استعدادًا لعيد الأضحى: “هذا شيء يمنح الأمل للمستقبل، وخصوصًا للجيل الجديد”. وأضافت: “ابنتي كانت تدرس الكيمياء، لكن الفرص كانت محدودة هنا. الآن قد تتمكن من السفر والتطور في مجالها”.
ورددت ابنتها راما، البالغة من العمر 16 عامًا، مشاعر والدتها قائلة: “أشعر أن تصرفات الحكومة بدأت تغير نظرة العالم للسوريين. أصبح لنا وجود خارج بلادنا”.
ولعقود من الزمن، تعاملت الولايات المتحدة مع سوريا كدولة منبوذة. وتصلب هذا الموقف بعد اندلاع الحرب عام 2011، وظهور تنظيم الدولة، الذي استولى على أجزاء من البلاد وشن هجمات خارجها.
لكن في الأشهر الأخيرة، بدأت إدارة ترمب تسعى لتحسين العلاقات. فقد رفع ترامب بعض العقوبات عن سوريا الشهر الماضي، وأجرى محادثات مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع وكانت هذه أول مرة يلتقي فيها زعيما البلدين منذ 25 عامًا.
وقد تعهدت الحكومة السورية الجديدة بإعادة الاستقرار بعد أكثر من عقد من الحرب، وفي المقابل، سعت واشنطن إلى استغلال فرصة التقارب عبر تقديم عدد من المطالب، منها طرد “الإرهابيين الأجانب” من سوريا وضمان عدم عودة تنظيم الدولة إلى الواجهة، بحسب البيت الأبيض.
وبالنسبة لكثير من السوريين، كان استثناء سوريا من الحظر دليلاً آخر على أن بلادهم بدأت تستعيد قبولها في المجتمع الدولي بعد سنوات من العزلة.
وقالت تهاني مدني، موظفة في أكبر بنك تجاري في سوريا: “نحن سعداء جدًا. بصراحة، من الصعب حتى أن أصف فرحتنا. الحمد لله، الأمور تتحسن”.