أخبار سوريا

217 قتيلاً منذ مطلع 2025 وسط اغتيالات وقصف واستهداف أمني

وثّق مكتب توثيق الانتهاكات في “تجمع أحرار حوران” مقتل 217 شخصاً في محافظة درعا خلال النصف الأول من عام 2025، نتيجة عمليات اغتيال، وقصف إسرائيلي، وحوادث قتل ناجمة عن فوضى السلاح واشتباكات مسلّحة، إلى جانب انفجار مخلفات حربية وحالات اختطاف.

وأفاد الموقع بأن محافظة درعا شهدت تحولات متباينة على الصعيد الأمني بعد سقوط نظام الأسد، حيث برزت مؤشرات أولية على جهود إعادة ضبط المشهد العام، بالتزامن مع استمرار التحديات الأمنية مثل تفشّي السلاح العشوائي، ووجود خلايا غير منضبطة، وغياب المساءلة القانونية.

وأشار إلى أنه سُجل خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2025 عدد من الانتهاكات، شملت اغتيالات، وقتلاً مستهدفاً، وحالات اختفاء قسري، إضافة إلى استغلال بعض الجهات غير المنضبطة للمرحلة الانتقالية لتعزيز نفوذها.

استمرار الاغتيالات في درعا

أكد التقرير أن محافظة درعا تشهد استمراراً لعمليات القتل خارج إطار القانون، سواء على يد خلايا مجهولة أو من جراء القصف الإسرائيلي، حيث بلغ عدد القتلى منذ بداية العام وحتى نهاية شهر حزيران 217 شخصاً، بينهم 19 طفلاً و10 سيدات.

وبلغ عدد قتلى الاغتيالات 52 قتيلاً، نتيجة 80 عملية ومحاولة اغتيال، أدّت أيضاً إلى إصابة 28 شخصاً ونجاة 21 آخرين، وتوزعت هذه العمليات بين مدنيين وعناصر أمنية وعسكرية من خلفيات متعددة.

ومن بين قتلى الاغتيالات 27 مدنياً، و25 غير مدني، منهم 8 من عناصر الأمن الداخلي، و4 من عناصر مجموعة محسن الهيمد، و3 من اللواء الثامن المنحل، وآخرون كانوا على صلة بالنظام المخلوع وحزب الله.

وتركزت معظم الاغتيالات في مدينة الصنمين شمالي درعا، حيث وقعت 17 عملية أدت إلى مقتل 17 شخصاً، وسط اتهامات محلية لمجموعة محسن الهيمد بتنفيذها، ومطالبات شعبية بمحاسبة المسؤولين عنها.

كما سجّل التقرير مقتل 47 شخصاً في جرائم جنائية، من بينهم 42 مدنياً و5 غير مدنيين، نتيجة الرصاص العشوائي، والخلافات، والعبث بالسلاح، واشتباكات في أثناء محاولات التعدي على أملاك عامة.

جهات متعددة وضحايا بالعشرات

سلّط التقرير الضوء على كيفية مقتل العشرات من أبناء محافظة درعا نتيجة الاشتباكات والقصف والتفجيرات والخطف، موضحاً أن 18 شخصاً استشهدوا من جراء قصف وإطلاق نار مباشر من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متفرقة من المحافظة، في حين قضى 18 آخرون بعد تعرّضهم للاختطاف من قبل مسلحين مجهولين.

كما سقط 17 عنصراً من الأمن الداخلي ووزارة الدفاع خلال اشتباكات مع مجموعات مسلحة، أو في أثناء أداء مهامهم، في حين قُتل 23 عنصراً من مجموعات مسلحة سابقة خلال اشتباكات أو عمليات تصفية متبادلة مع القوات الأمنية أو مجموعات أخرى، وبحسب التقرير فإن أغلبهم مرتبطون بجهات تابعة للنظام المخلوع أو جماعات محلية.

كذلك سُجل مقتل 42 مدنياً لأسباب متنوعة، من بينهم أطفال ونساء، نتيجة انفجار مخلفات حرب، أو خلال عمليات تصفية، أو حوادث متفرقة مرتبطة بالاشتباكات والاغتيالات.

وجاءت طرق تنفيذ القتل وفق الإحصائية على النحو الآتي: 181 ضحية بإطلاق نار، 22 بمخلفات حربية، 9 بغارات جوية، 2 بتفجير انتحاري، 1 تحت التعذيب، و2 بأداة حادة.

21 حالة خطف

سجّل التقرير خلال الفترة ذاتها 21 حالة اختفاء قسري داخل محافظة درعا، بينهم 10 قُتلوا لاحقاً، و10 أُفرج عنهم، وشخص واحد لا يزال مفقوداً.

وأوضح أن 17 شخصاً من أبناء درعا اختُطفوا خارج المحافظة، قُتل أحدهم في دمشق، في حين أُفرج عن 15 من أصل 16 اختُطفوا في السويداء بعد تعرضهم للتعذيب والضرب.

وأضاف التقرير أن الأجهزة الأمنية المحلية أظهرت استجابة، عبر تحرير مختطفَين، والمساهمة في الإفراج عن 20 آخرين من خلال وساطات ومداهمات.

وبحسب المصدر، فإن حوادث الخطف في السويداء كشفت عن اتباع الجهات الخاطفة لأساليب تعذيب مبرح للمختطفين، بهدف الضغط على أجهزة الأمن في درعا للإفراج عن موقوفين في قضايا تهريب.

وشهدت وتيرة حوادث الخطف انخفاضاً مقارنة بالفترات السابقة، التي كانت تشهد نشاطاً لمجموعات تابعة للنظام المخلوع تمارس الخطف والاغتيال، وفقاً للمصدر.

تحركات حكومية لضبط المشهد الأمني في درعا

أشار التقرير إلى أن قيادة الأمن الداخلي فتحت تحقيقات في الحوادث، وأعلنت نتائج بعضها، وأحالت عدداً من الجناة إلى القضاء، بينما بقيت معظم القضايا من دون نتائج ملموسة حتى الآن.

كما فصلت قيادة الأمن الداخلي في محافظة درعا أكثر من 200 عنصر على خلفية ارتكاب مخالفات سلوكية وتجاوزات.

وأشار التقرير إلى أن وتيرة الاغتيالات شهدت انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالفترة التي كانت تخضع فيها المحافظة لسيطرة النظام المخلوع، كما أن الأمن الداخلي أوقف عدداً من ضباط النظام المخلوع والمتعاونين معه، المتورطين في تنفيذ اغتيالات وتهريب سلاح ومخدرات في مناطق متفرقة من درعا.

انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي جنوبي سوريا

لفت التقرير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف محافظتَي درعا والقنيطرة مراراً، مستهدفاً مواقع عسكرية وسكنية، ما أدى إلى استشهاد 18 شخصاً وإصابة أكثر من 40 آخرين، بينهم أطفال.

وأضاف أن قوات الاحتلال الإسرائيلي نفذت عمليات توغل واعتقالات في مناطق ريفية جنوبي سوريا، ما تسبب بأضرار مادية، واحتجاز ممتلكات مدنيين، ومنعهم من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.

كما صادرت القوات الإسرائيلية ممتلكات شخصية، وأجبرت المزارعين والنحالين على الانسحاب من أراضيهم، ما تسبب بخسائر اقتصادية مباشرة.

وفي سياق آخر، أشار الموقع إلى استهداف البنى التحتية في درعا باعتداءات ممنهجة، طالت شبكات الكهرباء والألياف الضوئية، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء وخدمات الاتصال على نطاق واسع، وبالتالي تفاقم معاناة المدنيين وحرمانهم من الحصول على الخدمات الأساسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى