
على هامش مشاركته التاريخية في الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة يقود السيد الرئيس أحمد الشرع حراكاً اقتصادياً رفيع المستوى في نيويورك، بهدف تعزيز فرص الاستثمار والانفتاح الاقتصادي لسوريا على العالم.
لقاء مع 39 شركة عالمية
عقد الرئيس الشرع لقاءات اقتصادية هامة في نيويورك خلال اليومين الماضيين، كان أبرزها لقاؤه خلال جلسة طاولة مستديرة نظمتها غرفة التجارة الأمريكية بممثلي 39 شركة أمريكية وعالمية من بينها: غوغل، مايكروسوفت، شيفرون، بيكتل، بوينغ، ماستركارد، سيتي، فيزا، موتورولا، أبوت، بيبسيكو، شل، توتال إنرجيز، وأوبر.
وشهدت الجلسة مناقشة فرص الاستثمار المتاحة في سوريا، والإمكانات الاقتصادية الواعدة التي توفرها في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا والصحة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
مشاركة فاعلة في قمة كونكورديا
وشارك الرئيس الشرع في قمة كونكورديا العالمية، التي تعقد سنوياً بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة.
والتقى السيد الرئيس خلال القمة بكبار المستثمرين والخبراء الاقتصاديين في جلسة خاصة، تناولت سبل إعادة الإعمار وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وفي جلسة حوارية مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) سابقاً الجنرال الأمريكي المتقاعد ديفيد بترايوس ضمن فعاليات القمة، أكد الرئيس الشرع أن الأولوية الآن هي تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا من خلال توحيد الشعب والأرض، بالإضافة إلى تعزيز التنمية الاقتصادية.
وفي وقت سابق، أعلنت “كونكورديا” أن الرئيس الشرع سيلقي أول خطاب رئاسي سوري منذ عام 1967، يتناول فيه رؤية سوريا للتنمية والمشاركة الاقتصادية الدولية.
مؤشرات إيجابية لانفتاح اقتصادي
ويقود الرئيس أحمد الشرع والوفد الوزاري المرافق حراكاً سياسياً واسعاً، تمثَّل في عقد لقاءات عدة مع زعماء دول أجنبية وعربية ومسؤولين سياسيين أوروبيين وأمريكيين، في إشارة إلى انفتاح كبير على العالم.
وأظهرت تصريحات المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين عقب لقاء الرئيس الشرع ووزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني أن هناك مؤشرات على انفتاح اقتصادي على سوريا، وخاصة فيما يتعلق بالاستثمار ورفع العقوبات بالكامل عن سوريا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إنه ناقش مع الرئيس الشرع الأهداف المشتركة في سوريا مستقرة وذات سيادة، والجهود المتواصلة لتحقيق الأمن والازدهار لجميع السوريين، وكذلك تنفيذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التاريخي بشأن تخفيف العقوبات.
فيما أكد أعضاء في الكونغرس الأمريكي عقب لقاء السيد الرئيس أهمية رفع العقوبات بالكامل عن سوريا، بما في ذلك قانون عقوبات قيصر.
هذا وشدد رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، في تصريحات بعد لقاء جمعهما مع الرئيس الشرع، على التزام الاتحاد الأوروبي بزيادة حواره السياسي وتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، إلى جانب دعم الانتعاش الاقتصادي والاجتماعي لإعادة إعمار سوريا.
تفاؤل برفع العقوبات
وصرّح الوزير الشيباني في أكثر من مناسبة أن تعزيز العلاقات ورفع العقوبات والتعافي الاقتصادي كانت من بين القضايا التي تم مناقشتها خلال اللقاءات التي عقدها الرئيس الشرع مع المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين.
وأعرب الشيباني عن تفاؤله برفع كامل العقوبات عن سوريا، بما فيها قانون قيصر، وذلك عقب رفعه علم الجمهورية العربية السورية فوق مقر السفارة السورية في واشنطن في 19 أيلول الجاري.
وأوضج الباحث في الاقتصاد السياسي محمد الموسى لموقع الإخبارية في وقت سابق أن زيارة الرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة تشكل منعطفاً اقتصادياً مهماً، كونها المرة الأولى التي تطرح فيها سوريا كوجهة استثمارية أمام الشركات والمستثمرين الأمريكيين.
وأشار إلى أن الزيارة ستتيح للشركات الأمريكية والعاملة في الولايات المتحدة الاطّلاع المباشر على الفرص المتاحة في سوريا، إلى جانب فتح قنوات تواصل مع الحكومة السورية والقيادة السياسية.
واعتبر الموسى أن أي ملف تفاوض سياسي سيكون له تأثيرات مباشرة على الاقتصاد، فحين تتمكن دولة ما من حل قضاياها السياسية ينعكس ذلك على نموها الاقتصادي ويجعلها أكثر جذباً للمستثمرين.