
تحريك جبهة السويداء واستهداف حي المزة… تزامن فاضح يكشف خيوط اللعبة
من الواضح تماماً أن ما جرى في السويداء وما تزامن معه من استهداف حي 86 في المزة ليس صدفة ولا حدثين منفصلين، بل حلقتان في سلسلة واحدة. فإعادة إشعال الاشتباكات بين ميليشيات الهجري وبين قوات الأمن العام في بعض قرى السويداء جاءت بالتوازي مع سقوط صواريخ إرهابية على حي 86 الدمشقي، في توقيت لا يمكن قراءته إلا على أنه محاولة منظمة لتفجير الوضع الداخلي.
هذا التزامن لم يأتِ من فراغ، بل جاء مباشرة بعد عودة الرئيس أحمد الشرع من واشنطن بزيارة قلبت المعادلات وأربكت خصوم الدولة. فالإدارة الأمريكية أكدت بوضوح تمسّكها بوحدة الأراضي السورية ورفضها القاطع لأي مشاريع حكم ذاتي أو فيدرالي، إلى جانب اهتمامها الكبير بالاستثمار في سوريا موحّدة مستقرة. هذه الرسائل شكلت صدمة لأدوات إسرائيل وقسد في المنطقة، الذين أدركوا حجم الضربة السياسية التي تلقوها.
وهنا فقدت عصابات الهجري وقسد أعصابها، فبدأت فوراً بإثارة القلاقل داخل السويداء لخلط الأوراق. وبعد يوم واحد فقط من اعتداءات ميليشيات الهجري على الأمن العام في بعض القرى، دوّى خبر استهداف حي 86 بصواريخ إرهابية. وتوجهت أصابع الاتهام سريعاً نحو حزب اللواء المدعوم من إسرائيل وقسد والمتداخل عضوياً مع عصابات الهجري. وتشير بعض المصادر – التي نتحفظ عليها – إلى أن الإرهابي مالك أبو خير، المقيم في مدينة ليون الفرنسية، هو العقل المدبر لاعتداء المزة.
ومالك أبو خير معروف بانفصاليته المريضة ودعمه العلني لمشروع فصل السويداء وإقامة حكم فيدرالي فيها. وبعد سقوط مشروعه وافتضاح وهمه، انتقل إلى سياسة الأرض المحروقة: استهداف المدنيين في دمشق لإرباك المشهد السوري مجدداً. ويُذكر أنه كان أحد أقذر أذرع المخابرات العسكرية في السويداء قبل هروبه إلى فرنسا بتنسيق مشبوه، وهناك تلقفته أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية وقسد لتصنع منه واجهة إرهابية تحت مسمى “حزب اللواء” و”قوة مكافحة الإرهاب” بينما هو في الحقيقة أكبر تنظيم انفصالي إرهابي في السويداء.
واليوم، وبعد الاعتداء على حي 86 في المزة، تتساءل مصادرنا:
هل ستتحرك الدولة السورية لضبط ميليشيات الهجري التي عادت لتمارس لعبتها الخطيرة داخل السويداء وامتدت يدها إلى دمشق؟
التطورات الأخيرة تشير إلى أن المرحلة القادمة لن تحتمل مناطق رمادية ولا تسويات هشة… والكرة الآن في ملعب الدولة




