
هذا هو أساس البلاء في السويداء
خلاصة ما يجري في السويداء أن شيخاً مُفتعلاً استغل موقعه الديني الرفيع بين الدروز، وتحول تحت وطأة طموحاته الشخصية إلى “سياسي” رديء من الدرجة العاشرة، هدفه الأوحد السيطرة والهيمنة. هذا الرجل كان أداة مثالية في يد قسد وإسرائيل وبقايا منظومة الأسد، الذين وجدوا فيه مطية رخيصة لتنفيذ مشاريعهم التخريبية في سوريا. فقاموا بدعمه وتلميعه إعلامياً، ودفعوه إلى مواجهة القيادة الجديدة في دمشق حتى لو كان الثمن دم الدروز ورغيفهم ومستقبلهم.
لقد تاجر الهجري بأهله وناسِه لخدمة مشروعه الخاص ومشاريع داعميه في الداخل والخارج، وزج السويداء في معركة لا علاقة لأبنائها بها، ليكونوا مجرد وقود ومكسر عصا. ولولا استفزازاته وصداماته مع القيادة الوطنية منذ اليوم الأول للتحرير، لما انزلقت الأمور إلى هذا المستنقع. لكنه كان ينفذ مشروعاً شخصياً مدعوماً خارجياً، ومرسوماً على حساب الدروز وآلامهم وتاريخهم وهويتهم.
كل قطرة دم نُزفت في السويداء تتحمّل مسؤوليتها تلك المغامرات الطائشة. كل بيت احترق. كل مأساة عاشها أهل الجبل. كل تشويه لتاريخ الدروز الوطني. كل ذلك يطوّق عنق الهجري ومجموعاته. فهو الرجل الذي أسقط صورة سلطان باشا الأطرش ورمزيته من وجدان الدروز، بعد أن أقصى القيادات الروحية والاجتماعية الأصيلة وأحل نفسه مكانها. ولا يعني ذلك إنكار حجم الجرائم الإرهابية التي ارتكبت بحق أهل الجبل، لكن أصل البلاء ومفتاح الكارثة هو ذاك الشيخ الذي انقلب من عمامة إلى سوط، وأصبح يمارس مع معارضيه أساليب داعش بلا مواربة.
ولعل أكثر المشاهد فظاعة ما حدث مع الشيخ رائد المتني، حين اعتدت عصابات الهجري عليه، وحلقوا لحيته وشواربه بالطريقة ذاتها التي أهان بها تنظيم داعش مشايخ الدروز، قبل أن يلفظ أنفاسه تحت التعذيب في زنازينهم. إنها صورة عارية تُلخّص حجم الانحراف، وتفضح مشروعاً لم يجر على الدروز سوى الخراب والنزيف والتفكك




