
أكد المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، ديفيد بتريوس، أن نجاح الرئيس السوري أحمد الشرع في إدارة البلاد وإعادة إعمارها، يمثل نجاحاً للولايات المتحدة التي “تدعم جهود الشرع في سوريا”.
جاء ذلك في حوار مع موقع “روداوو” أمس الأحد، تحدث فيه بتريوس، الذي شغل أيضاً في السابق منصب قائد القوات الأميركية في العراق، عن سوريا عقب سقوط نظام الأسد وعن مصير قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ظل القيادة السورية الجديدة.
وقال بتريوس: “أريد لسوريا بقيادة أحمد الشرع أن تنجح. نجاحه بصفته قائدا لحكومة هو نجاحنا”، مضيفا أنه “يجب علينا أن نساعد في تحقيق ذلك”، وأشاد من هذا المنظار بخطوات الرئيس دونالد ترمب نحو رفع العقوبات عن سوريا.
وأضاف بتريوس: “أنا على دراية بماضي الرئيس الشرع أكثر بكثير مما قد يتصوره أي شخص”.
ولفت إلى أن الشرع خلال فترة قيادته هيئة تحرير الشام “بنى قدرة عسكرية حقيقية، لم تكن هذه مجرد مجموعة من قوات الميليشيات العشائرية أو السياسية، لقد بنى قدرة حقيقية، حيث أقام حكماً في محافظة إدلب. كان لديه نظام تعليمي، ونظام قضائي، وكل تلك الأمور. الآن يحاول لم شمل البلاد بأكملها”.
وأشار بتريوس إلى أن هذا المسعى “سيواجه تحديات كبيرة”، لتنوع مكونات الشعب السوري والتعقيدات القائمة في العلاقات بينها.
وردّاّ على سؤال حول إمكانية تأسيس حكومة ومجتمع ديمقراطي في سوريا من قبل الشرع، قال بتريوس: “هذه هي مهمته، عليه أن يفعل ذلك. إذا لم يفعل، ستصبح سوريا دولة فاشلة أخرى، وستصبح واحدة أخرى من دول الشرق الأوسط الكبير التي تعاني تداعيات الحكم ما بعد الدكتاتورية”.
وأردف: “عندما ندعم أحمد الشرع في محاولته لتأسيس حكومة لجميع شعوب البلاد، وحماية حقوق الأقليات وكذلك حكم الأغلبية، يجب أن تكون هناك حدود أيضاً. يجب أن تكون هناك شروط على أعمالنا. تماماً كما كان يقول هنري كيسنجر والرئيس نيكسون حول مفاوضات الحد من الأسلحة، لا تثق، بل تحقق”.
“قسد” ستندمج في الجيش السوري
وبشأن مصير “قسد”، أشاد بتريوس بدورها في هزيمة تنظيم “داعش” في شمال شرقي سوريا، وأكد أنها “لا تزال تؤدي دوراً مهماً”، لكنه اعتبر أن هذه القوات “ستُدمج بشكل أو بآخر في الجيش السوري”.
وقال: “سعدت بإجراء المحادثات بين الرئيس الشرع ومظلوم عبدي بخصوص عملية دمج القوات، وهذا أمر جدير بالملاحظة. هناك الكثير من التفاصيل الأخرى، بما في ذلك ما يجب فعله بشأن مخيم الهول، حيث يُحتجز عشرات الآلاف من أفراد عائلات ونساء وأطفال أعضاء تنظيم الدولة. يجب حسم هذا الأمر”.