
أسئلة إلى حكمت الهجري والدروز بمناسبة الذكرى الأولى لتحرير سوريا:
منذ اللحظة الأولى لسقوط النظام السابق، اندفع حكمت الهجري إلى مواجهة مفتوحة مع السلطة السورية الجديدة، من دون أي تشاور حقيقي مع أبناء طائفته، ودون أن يعرض عليهم طبيعة مشروعه أو خلفياته أو مخاطره. لقد بدا واضحاً أن الرجل تحرك وفق خطة مُعدّة مسبقاً، لم يكن الدروز طرفاً فيها إلا بقدر ما يخدم مشروعاً شخصياً مدعوماً من قسد وإسرائيل ومن تبقى من فلول الماضي.
وبدل أن ينخرط الدروز في المرحلة الجديدة مثل باقي السوريين، وجدوا أنفسهم فجأة على جبهة صراع لا تخصهم، صراع أكبر من طاقتهم وإمكاناتهم، وضعهم فيه الهجري بقرار منفرد، جعلهم وقوداً لتجارب الآخرين، ومادةً للمساومات الخارجية على حساب دماء شباب السويداء ولقمة عيش أهلها.
إن النتائج الكارثية التي شهدتها السويداء وقراها، من سقوط الضحايا إلى التخريب إلى الانقسام الداخلي، لم تأتِ من فراغ، بل من انفراد الهجري بالقرار، ومن المغامرة المهلكة التي جرّ إليها أبناء طائفته من غير تفكير ولا محاسبة. وكل قطرة دم سُفكت في السويداء هي ثمرة مباشرة لهذا النهج المغامر الذي لا يمتّ للحكمة بصلة.
أما إصرار الهجري على استخدام الدروز كورقة ضغط في صراعاته الشخصية مع دمشق، فهو تحوّل خطير جعل الطائفة رهينة رهانات خاسرة، ومطيّةً للقوى الخارجية التي تجد في هذا المنحى أداة جاهزة لمناكفة الدولة السورية عبر لاعبين محليين يسهل تحريكهم وشراؤهم وتوجيههم.
هكذا تحوّل الهجري، من موقع روحي يفترض أن يكون حامياً لأهله، إلى واجهة سياسية رخيصة في لعبة إقليمية معقّدة، دفع ثمنها الدروز وحدهم؟




