قال موقع “المونيتور” الأمريكي، إن عدداً من الجماعات “المتشددة” التي تواجه ضغوطاً من “هيئة تحرير الشام” في شمال غربي سوريا، تتطلع إلى أفغانستان كملاذ جديد بعد سيطرة حركة “طالبان” على السلطة.
وأضاف الموقع في تقرير، أن تلك الجماعات قد تشمل “تنسيقية الجهاد” وكتيبة “فرقة الغرباء” و”جند الشام”، موضحاً أن العديد كان يعتقد أن هذه الجماعات تم القضاء عليها، ولكنها كانت تتجنب “اضطهاد تحرير الشام بهدوء”.
ورأى الباحث بشؤون الجماعات المتشددة في مركز “جسور للدراسات” عباس شريفة، أن “استيلاء طالبان على أفغانستان رفع الروح المعنوية للجماعات الجهادية في سوريا ومنحهم شعوراً بالنصر الأخلاقي”، كما “طمأنهم ذلك إلى أن الجماعات الجهادية التي تحمل السلاح أفضل حالاً من الجماعات التي اتبعت المسار السياسي”.
وأوضح شريفة أن “الجماعات الجهادية في سوريا لن تجني فوائد مباشرة من الانتصار الذي حققته طالبان. ولن يستغلوا هذا الغزو إلا في وسائل الإعلام، لا سيما بالنظر إلى أن طالبان بعثت برسائل كثيرة مفادها أنها غير مستعدة لدعم التحركات عبر الحدود”.
وأشار إلى أن طالبان “لا تريد في هذه المرحلة أن تسبب إزعاجاً للدول الأخرى من خلال دعم الجماعات المتطرفة”، ولكن في غضون ذلك، ووسط فشل جميع الحلول السياسية والديمقراطية، “سيعزز انتصار طالبان قناعة العديد من الشباب السوري بأن الكفاح المسلح هو الخيار السائد”، وفق شريفة.
ورجح الباحث السوري انتقال العديد من الجماعات “المتشددة” من سوريا إلى أفغانستان، قائلاً: “يمكن للعديد من قادة هذه الجماعات أن يستقروا في أفغانستان كلاجئين سياسيين دون أن يكونوا ناشطين عسكرياً ضد أي حزب”.
ونقل “المونيتور”، عن زعيم “متشدد” أجنبي رفض الكشف عن اسمه وجنسيته، قوله: “نحن سعداء باستيلاء طالبان على السلطة. الآن، سيذهب العديد من إخواننا الذين اضطهدتهم هيئة تحرير الشام إلى أفغانستان”.
في حين رأى آخر أنه “من السابق لأوانه الحديث عن المكاسب المادية التي قد تجنيها الجماعات الجهادية في سوريا من انتصار طالبان”، مضيفاً: “لا أعرف ما إذا كان هناك مقاتلون أجانب يرغبون في القدوم إلى سوريا. هذا غير مرجح، باستثناء حالات فردية قليلة جداً، على العكس من ذلك، اختار العديد من المقاتلين غير السوريين مغادرة الساحة السورية”.