رأت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، أن تحرك دمشق وبيروت فيما يتعلق باستجرار الطاقة من مصر والأردن إلى لبنان عبر الأراضي السورية، قد يُكسب الشرعية للنظام السوري الذي يحاول الالتفاف على العقوبات الأمريكية والتقرب من الدول العربية.
وقالت الصحيفة في تقرير، إن “كل مافيا جيدة تعرف أن تحقيق المزيد من الربح والسلطة يتطلب وضع نفسها بين الأشياء التي يريدها الناس والخدمات شبه القانونية”.
وأضافت أن “عائلة الأسد الحاكمة في سوريا، والتي لديها الكثير من الخصائص الشبيهة بالمافيا وأصدقاء يشبهون المافيا في إيران وحزب الله، يبدو أنها تفعل ذلك الآن بقطاع الطاقة في لبنان”.
واعتبرت “جيروزاليم بوست” أن سعي النظام السوري إلى “الشرعية والأرباح” من مرور الطاقة عبر الأراضي السورية، يتجاوز حاجة لبنان إلى الغاز المصري والكهرباء الأردنية.
وأشارت إلى أن سياسات “حزب الله” في لبنان التي أدت إلى كوارث في هذا البلد، جعلته يُدخل “دولة المافيا السورية” إلى لبنان عن طريق ملف الطاقة، وهو عرض يجعل من النظام وسيطاً في لبنان، ويعطيه الشرعية والفاعلية.
ورأت أن زيارة الوفد اللبناني مؤخراً إلى دمشق، تعد اختباراً للعقوبات الأمريكية ضد إيران وسوريا، بينما يعتبر السعي اللبناني لمعالجة أزمة الكهرباء حافز حقيقي للنظام للإفلات من تلك العقوبات.
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن النظام يريد أن يقول للولايات المتحدة إنه إما أن يسهل وصول النفط الإيراني إلى لبنان، وإما أن يحصل على دعم أمريكي لمعارضة العقوبات من أجل إتمام ملف الطاقة في لبنان.
وإلى جانب المال، يريد النظام السوري “الشرعية” التي تأتي من التوسط في صفقة مع مصر والأردن ولبنان بدعم أمريكي هادئ أو ضمني، وفق الصحيفة.
وربطت الصحيفة بين الاتفاق المتعلق بلبنان وما يجري في جنوب سوريا، موضحة أن موسكو تسعى للتوسط في محافظة درعا لأنها ترغب بمرور الغاز والطافة عبر جنوب سوريا إلى لبنان.