كشف موقع “اندبندت عربية”، أن زيارة الوفد اللبناني مؤخراً إلى دمشق لبحث استجرار الغاز المصري والطاقة الكهربائية الأردنية عبر سوريا، كانت غطاء لاتصالات جرت خلال الأسبوعين الماضيين بعيداً عن الأضواء.
وقال الموقع في تقرير، الثلاثاء، إن النظام السوري وضع شرطين للموافقة على تمرير الطاقة عبر سوريا، أولهما حصوله على حصة من الغاز المصري الذي سيمر عبر الأراضي السورية إلى لبنان، لسد النقص الذي تعانيه مناطق سيطرته.
وحول الشرط الثاني، أضاف التقرير أن النظام أبلغ المتصلين به، بأن شبكة استجرار الكهرباء من الأردن إلى سوريا، وخط أنبوب الغاز العربي، أصيبا بأضرار خلال الحرب وإصلاحهما يتطلب مبالغ كبيرة، وهو غير مستعد لإصلاحهما على نفقته.
وتبلغت السفارة الأمريكية في بيروت بمطلبي النظام، بحسب التقرير، وبعد التشاور في واشنطن، أبلغت السفيرة الأمريكية، وزيرة الدفاع والخارجية اللبنانية زينة عكر، في 21 من الشهر الماضي، أن الإدارة الأمريكية أجرت اتصالاتها مع البنك الدولي بخصوص تمويله لعملية إصلاح الشبكة، وطلبت منها عقد اجتماع مع بعثة البنك في بيروت.
وبناء على الطلب الأمريكي، عقدت عكر اجتماعاً مع إدارة البنك الدولي في لبنان، برفقة وزير الطاقة اللبناني ريمون غجر، وناقشا تأمين تكلفة إصلاح شبكة نقل الكهرباء وخط الأنبوب العربي، ما يعني أن الجانب الأمريكي أسهم في تأمين تمويل إصلاح شبكة استجرار الكهرباء وأنبوب الغاز.
وبيّن التقرير أن حسم أمر طلب النظام الحصول على حصة من الغاز المصري، يحتاج إلى مفاوضات بين النظام ومصر وبين النظام والأردن، للاتفاق على كيفية تسديد ثمنه، كما أن القاهرة وعمان لابد أن تتشاورا مع عدد من الدول العربية ولا سيما الخليجية، فضلاً عن الجانب الأمريكي.
وبحسب “إندبندنت عربية”، فإن هذه الوقائع وغيرها جعلت المعارضة تصف زيارة الوفد الوزاري دمشق وإعلان النظام موافقته على الطلب اللبناني “أقرب إلى المسرحية” التي أعقبتها زيارات وفود أخرى للقاء بشار الأسد، للإيحاء بأن معالجة أزمة لبنان لا بد من أن تمر عبر دمشق، وعلى واشنطن أن تسلم بذلك وتغطي حصول دمشق على جزء من الغاز المرسل إليه.