قال موقع “المدن” إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استبق اللقاء المرتقب مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحديثه خلال استقباله رئيس النظام السوري بشار الأسد، عن التواجد “غير الشرعي” للقوات الأجنبية في سوريا، بحيث بدا وكأن الحديث موجه، بجانب الولايات المتحدة، إلى تركيا، التي تنشر قواتها في مناطق الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة.
وأشار الموقع إلى أن الطائرات الروسية كثّفت من غاراتها الجوية على مناطق إدلب مؤخراً، بهدف ابتزاز تركيا التي لديها مخاوف كبيرة من أي تصعيد عسكري في الشمال من شأنه تدفق موجات جديدة من اللاجئين السوريين إلى أراضيها، لدفعها إلى تقديم المزيد من التنازلات في الملف السوري.
وتبدو التنازلات التي ستضغط روسيا للحصول عليها، خلال اللقاء المرتقب بين بوتين وأردوغان الذي سيعقد في منتجع “سوتشي” الروسي، في وقت لاحق من أيلول/سبتمبر، مختلفة هذه المرة، بحيث يبدو أن حسابات بوتين تتجاوز مسألة السيطرة على منطقة محددة، أو حتى افتتاح الطرق الدولية المارة في إدلب أمام حركة العبور، وفق “المدن”.
ورأى أن “روسيا تعوّل على الحساسية التركية من ملف اللاجئين السوريين، والضغوط الشعبية المتزايدة على حزب “العدالة والتنمية” الحاكم جراء تبعات هذا الملف، وكذلك على التوجه التركي الجديد نحو تحسين العلاقات المتوترة مع دول متعددة في المنطقة، لدفع أنقرة، إلى تليين مواقفها من نظام الأسد، والجلوس في نهاية المطاف معه”.
وقال السياسي وعضو حزب “العدالة والتنمية” الحاكم في تركيا، يوسف كاتب أوغلو، إن علاقات بلاده تشهد إعادة تموضع، فرضتها التغييرات السياسية، موضحاً أن بلاده تعيد رسم المحاور السياسية، والانتقال بعلاقاتها إلى محاور غير مضادة.
ورجح السياسي التركي وجود تغييرات تركية بخصوص الملف السوري، معتبراً أنه “يوجد لدى تركيا مخاوف على أمنها القومي، والتوتر في الشمال السوري يؤجج هذه المخاوف، وبذلك يمكن القول إن الخروق المستمرة من قوات النظام وروسيا تأتي في هذا الإطار”.
وأكد أن روسيا حاولت مراراً بدفع أنقرة إلى فتح قنوات الحوار مع النظام السوري، “لكن حتى الآن لم تبدِ تركيا أي رغبة في فتح علاقة مع نظام الأسد، خارج الإطار الأمني الاستخباراتي”.
ولم يستبعد عضو “العدالة والتنمية” زيادة تفعيل قنوات بلاده الاستخباراتية مع النظام السوري، بتنسيق روسي، مضيفاً: “ليس من الوارد أن تعيد تركيا علاقاتها مع النظام السوري، على الأقل في المدى القريب”، وفق ما نقله موقع “المدن”.