وصل آلاف الأشخاص، بينهم سوريون، إلى بيلاروسيا في الأسابيع الأخيرة، بعد انتشار أنباء عبر الإنترنت عن فتح طريق جديد للهجرة إلى أوروبا عبر هذا البلد.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” في تقرير، أن مهاجرين من سوريا والعراق وأماكن أخرى بدأوا مؤخراً بالوصول إلى العاصمة البيلاروسية مينسك بتأشيرات سياحية، ليسافروا بعدها بالسيارة إلى الحدود مع بولندا، بمساعدة مهربين.
ونقلت الوكالة عن امرأة سورية وصلت مؤخراً من دمشق إلى بيلاروسيا وعبرت منها إلى بولندا، أن الرحلة كانت “مرعبة وشبه مميتة”، مضيفة أنها بقيت محاصرة بين بيلاروسيا وبولندا لمدة 20 يوماً، وقد دفعها حرس حدود البلدين إلى الجانب الآخر في منطقة مليئة بالمستنقعات، ثم نقلها الجانب البولندي إلى مشفى بعد أن انهارت من الإرهاق والجفاف.
وقالت المرأة السورية، إن القوات البيلاروسية أبلغتها أن الطريق سيكون سهلاً، وأنه فقط يتوجب عبور المستقنع وصعود التل، مضيفة أنها عندما كانت تحاول صعود التل كان حرس الحدود البولنديون يدفعونها إلى الخلف.
وأوضحت أن حرس الحدود البولندي كانوا يرفضون إعطاءها قطرة ماء، ويقولون لها ارجعي إلى بيلاروسيا، بينما كان حرس الحدود البيلاروسي لا يقدم إلا بعض الخبز، ثم يعيد المهاجرين إلى الحدود مع بولندا في الليلة التالية.
واعتبرت أن المسؤولين البيلاروس خدعوها عبر الإيحاء بأن الرحلة إلى أوروبا ستكون سهلة ثم استخدموها “كسلاح” في معركة سياسية ضد بولندا.
وأكدت “أسوشيتد برس”، أنه على الرغم من الجهود التي تبذلها بولندا، إلا أن بعض طالبي اللجوء تمكنوا من العبور إلى الاتحاد الأوروبي دون أن يتم اكتشافهم وتوجهوا إلى أقصى غرب أوروبا، في كثير من الأحيان للم شملهم مع أقاربهم في ألمانيا.
ونقلت عن المتحدث باسم جهاز الأمن الداخلي البولندي ستانيسلاف زارين، أن الطريق الجديد إلى أوربا عبر غابات ومستنقعات أوروبا الشرقية أنشأه الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، بدعم من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل “الانتقام من الاتحاد الأوروبي بأكمله”.
من جانبها، أشارت ماريانا وارتيكا من منظمة “الخلاص” المعنية بحقوق اللاجئين في بولندا، إلى أن تصرفات لوكاشينكو “السياسية الموجهة ضد بولندا وضد الاتحاد الأوروبي أمر واضح”، و”لكن هذا لا يبرر تصرفات الدولة البولندية.”