رأت صحيفة روسية أن تركيا تميل نحو مذكرة تفاهم تمكن من تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ بشكل افتراضي، بين القوى الثلاث (تركيا وروسيا وإيران)، وتقول إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأخيرة إلى سوتشي إنما تهدف لمطالبة بوتين بالضغط على الأسد.
ونشرت صحيفة “أوراسيا ديلي” مقالا حول نقطة الخلاف الرئيسية بين روسيا وتركيا في سوريا، ونقلت عن خبير نادي فالداي فرهاد إبراهيموف قوله: “تميز لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في التاسع والعشرين من سبتمبر في سوتشي، بكونه جرى على خلفية تعقيد العلاقات بين أنقرة وواشنطن”.
وبحسب الخبير: “أشار الرئيس أردوغان نفسه، من على منصة الأمم المتحدة، إلى أن العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وصلت إلى أدنى مستوياتها”، ويرى أن أردوغان أرسل في اجتماعه مع بوتين، إشارة إلى الغرب مفادها أن أنقرة مستقلة تماما في هذا الشأن ولن تناقش قضاياها الأمنية مع الأمريكيين.
ويعتقد إبراهيموف أن العلاقات بين موسكو وأنقرة بشكل عام إيجابية، وفي الوقت نفسه، هناك تناقضات؛ الرئيسان مستعدان لمناقشتها وتبادل الآراء حولها، مشيرا إلى أن “العقبة الرئيسية هي سوريا”.
وقال في هذا الصدد: “ففي إدلب، تقوم قوات بشار الأسد بالتضييق على القوات الموالية لتركيا، وهذا بطبيعة الحال لا يناسب أردوغان، لهذا، جاء إلى روسيا، بحيث يحاول الرئيس بوتين بدوره الضغط على الأسد”.
وأضاف: “يميل الجانب التركي نحو مذكرة تفاهم تنطوي على تقسيم سوريا افتراضيا إلى مناطق نفوذ بين روسيا وإيران وتركيا، على أن يأخذ كل طرف على عاتقه التزامات معينة، وفي حالة تركيا، تتعهد أنقرة بخفض عدد قوات معارضة الأسد التابعة لها”.
وأشار إلى أن النظام في دمشق، “يرى أن تركيا لا تكتفي بعدم فعل ذلك إطلاقا، بل على العكس من ذلك، تزيد من نفوذهم، في الواقع، هذا الجانب هو الأصعب والأكثر تناقضا في العلاقات الروسية التركية في إطار المشكلة السورية”، بحسب رأيه.