قال موقع المونيتور إن أنقرة لم تحصل بعد على موافقة من موسكو لشن هجوم عسكري على بلدة “تل رفعت” السورية بريف حلب الشمالي التي تسيطر عليها الجماعات الكردية.
ويرى الموقع أن الحسابات الروسية قد تتعقد حول شمال سوريا بسبب المخطط التركي الرامي للتوغل في البلاد التي مزقتها الحرب، لافتا إلى استعدادات أنقرة التي تتركز على بلدة “تل رفعت” بعد سلسلة من الهجمات الصاروخية التي استهدفت المناطق التي تسيطر عليها فصائل مدعومة من تركيا خلال الأسابيع الماضية وتسببت بمقتل العديد من القوات التركية.
وفي الصدد، نقل الموقع عن مصادر مطلعة على المباحثات بين أنقرة وموسكو، إنه على الرغم من استعداد روسيا لمنح الضوء الأخضر لتوغل تركي محدود في سوريا من حيث المبدأ، إلا أن المحادثات بين العاصمتين حول مكان العملية لم يتفق عليه بعد، في ظل تردد الكرملين بشأن خيار “تل رفعت”.
ولفت الموقع إلى أن روسيا تفرض سيطرة كاملة على المجال الجوي في منطقة “تل رفعت”، حيث تنتشر في هذه المنطقة مجموعات من المتعاقدين العسكريين الروس، وقوات النظام السوري إلى جانب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية والميليشيات الموالية لإيران و”حزب الله”.
وأكدت مصادر إن أردوغان كرر خلال اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اجتماعهما في سوتشي في 29 أيلول/سبتمبر، أن هدف أنقرة هو “تل رفعت”، لكن موسكو تعتبر المنطقة معقلا استراتيجيا في قلب الطرق التجارية التي تربط شمال حلب بمدينتي الراعي وجرابلس في شمال سوريا.
ويرى معد التقرير أن السبب الرئيسي للدفع العسكري الجديد لأنقرة هو السياسة الداخلية؛ وأن الرئيس التركي يهدف إلى حشد الدعم داخليا من خلال الحملة العسكرية، وبحسب الموقع “تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة أن العديد من الأتراك يؤيدون الضغط العسكري ضد الجماعات الكردية السورية”.
وقال الموقع إن أنقرة ترى في “تل رفعت” منعطف حاسم يربط بين عفرين ومنطقة درع الفرات وإدلب والاستيلاء على المدينة سيمكن تركيا من السيطرة على المنطقة بأكملها غرب الفرات في شمال سوريا.
ونوه إلى أن الدفاع الآخر لتركيا يتعلق بالاقتصاد الإقليمي والسيطرة على الطرق التجارية التي تربط الحدود السورية بشمال حلب التي تعد المركز التجاري في المنطقة الواقعة غرب الفرات.
ويعتقد البعض بأن موسكو قد توافق على عملية محدودة في “تل رفعت” إذا سحبت تركيا قواتها العسكرية من مواقعها المنتشرة على طول الطريق السريع M4 في إدلب، وتسليمها لقوات النظام السورية.
من جهة أخرى يرى الموقع إن انسحاب القوات التركية من إدلب وما حولها في الأيام المقبلة، قد يزيد من شبح التوغل العسكري المحتمل ضد “تل رفعت”، ما يعطي إشارة حول التفاهم بين أنقرة وموسكو.
إلا أن الكاتب يستدرك ويذهب للقول إن أن مباركة موسكو تبدو غير محتملة، وبدلا من “تل رفعت”، قد تعرض روسيا على أنقرة مواقع بديلة لعملية عسكرية، مثل مدينتي منبج أو عين عيسى وكلاهما مناطق مجاورة لسيطرة فصائل المعارضة الموالية لتركيا.
ويذهب أكثر من ذلك، فيقول: إن موسكو تدرك الآن ما إذا كانت ستقدم نصرا عسكريا لأردوغان مقابل بعض الحوافز الاقتصادية مثل صفقات عسكرية مربحة أو صفقات طاقة بين البلدين، وبالتالي قد تعطي موافقة على عملية محدودة، وتقديمها كهدية خاصة من بوتين لأردوغان.