قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، الخميس، إن على روسيا عدم عرقلة قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في إعادة تفويض وتوسيع عمليات المساعدة الإنسانية عبر الحدود في شمال سوريا.
واعتبرت المنظمة أن إنهاء المساعدات عبر الحدود سيكون بمثابة عقوبة الإعدام لملايين السوريين.
ويناقش أعضاء مجلس الأمن حالياً مقترحات لإحياء جميع نقاط المساعدة عبر الحدود المصرح بها سابقاً في شمال سوريا.
لكن روسيا هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) لإغلاق برنامج الأمم المتحدة للمساعدات عبر الحدود بالكامل، وقدمت مزاعم لا أساس لها من الصحة بأن المساعدات عبر الحدود لم تعد ضرورية.
وفي تموز/ يوليو الماضي، قرر مجلس الأمن الدولي تمديد إيصال المساعدات الإنسانية لسوريا عبر المنفذ الحدودي باب الهوى شمال غربي سوريا فقط، رغم مطالبات محلية ودولية بإعادة فتح معبر تل كوجر.
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن التمديد في باب الهوى “كان نتيجة لمفاوضات بين موسكو وواشنطن” بعد اقتراح له.
وفي تموز/ يوليو الماضي، قال غياث نعيسة، وهو محلل سياسي سوري، إن “إدخال المساعدات عبر معابر منها في شمال شرقي سوريا، هام وضروري للخروج من المحنة التي يعاني منها السوريين.”
وفي الشهر ذاته، ناشدت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا, المجتمع الدولي والأمم المتحدة بضرورة فتح معبر تل كوجر/اليعربية مع العراق, وفصل الوضع الإنساني عن المصالح السياسية لبعض الدول.
وقال مدير قسم الأمم المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش، لويس شاربونو، إن “إنهاء المساعدات عبر الحدود سيكون بمثابة عقوبة الإعدام للعديد من ملايين الأشخاص في شمال سوريا الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية”.
وأضاف أنه يجب على روسيا أن تسمح بإعادة تفويض جميع نقاط العبور إلى الشمال التي وافق عليها مجلس الأمن مسبقاً.
وأشار إلى أن “الادعاءات بأن حكومة الأسد مستعدة وراغبة في تسهيل المساعدة هي مزاعم جوفاء، لأنها عرقلت منذ فترة طويلة توزيع المساعدات، ولم تمكنها”.
وأواخر آذار/مارس الفائت، طالب وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الذي ترأس جلسة شهرية لمجلس الأمن الدولي، بإعادة فتح معابر حدودية أغلقت في 2020.
وهذه المعابر هي اليعربية (تل كوجر) عند الحدود العراقية، وباب السلامة عند الحدود التركية.
وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن أمله في حوار أكثر نشاطاً بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا فيما يتعلق بآلية إدخال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا، معتبراً أن المصالح الاستراتيجية لكليهما هي نفسها.
وقال “غوتيريش”، في مقابلة مع وكالة نوفوستي الروسية، إنه سيكون “مسروراً” لو توصلت روسيا والولايات المتحدة لاتفاق قائم على الأفكار التي طرحها بشأن إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود ودعم الشعب السوري في مختلف المجالات.
وأضاف، حينها، أنه يأمل تعاوناً أقوى بين البلدين، “سيسمح لنا بالتحرك نحو حل سياسي للأزمة السورية”.