دعت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الحكومة السورية الحالية إلى فتح تحقيق عاجل مع فريق “سواعد الخير” على خلفية قيامه بتخريب مسارح الجريمة، مؤكدة ضرورة حماية هذه المواقع ومنع أي دخول غير مصرح به إليها، لما لذلك من أثر خطير على جهود تحقيق العدالة.
وأوضحت الشبكة في بيان صدر يوم أمس الثلاثاء أن فريق “سواعد الخير” نشر في 13 كانون الثاني الجاري مقطع فيديو على صفحته في “فيسبوك”، يُظهر دخوله إلى أحد مراكز الاحتجاز في اللاذقية وقيامه بطلاء الجدران والعبث بالمحتويات.
وأكدت الشبكة أن هذا التصرف غير المسؤول يهدد جهود توثيق الانتهاكات، خاصة تلك المتعلقة بمصير المعتقلين ومحاسبة المتورطين في تعذيبهم.
القوانين الدولية تجرّم العبث بمسارح الجريمة
أوضحت الشبكة أن القوانين الدولية تجرّم العبث بمسرح الجريمة، حيث قد تصل العقوبات إلى السجن لمدة 20 عاماً أو فرض غرامات مالية كبيرة. وأكدت أن هذه الأفعال قد تكون متعمدة لطمس الأدلة، مما يُقوّض العدالة ويُعرقل جهود التعرف على الجناة ومحاسبتهم.
وجدّدت الشبكة السورية تأكيدها على أهمية حماية مسارح الجريمة، مشددة على ضرورة قصر الدخول إلى هذه المواقع على الجهات المختصة قانونيًا لضمان الحفاظ على الأدلة.
وبحسب البيان، فإن الدخول إلى مسارح الجريمة يجب أن يكون مقتصرًا على ضباط إنفاذ القانون، وخبراء الطب الشرعي، والأطباء الشرعيين، والممثلين القانونيين.
توصيات لحماية مسارح الجريمة
دان البيان بشدة التدخل غير المشروع لفريق “سواعد الخير”، حتى لو تم بموجب تصريح رسمي، مشدداً على أن هذا النوع من الأنشطة يجب أن يقتصر على الجهات المختصة قانونيًا لضمان حماية الأدلة والحفاظ على نزاهة التحقيقات.
وطالبت الشبكة باتخاذ عدة خطوات لضمان حماية الأدلة، منها:
- فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن الحادثة.
- توفير وسائل حماية للأدلة من العوامل البيئية.
- توثيق مسرح الجريمة بدقة من عدة زوايا وحفظ الأدلة بشكل آمن.
- التنسيق مع المجتمع المدني لتنظيم حملات توعية لحماية الأدلة.
- سنّ تشريعات صارمة تجرّم العبث بمسارح الجريمة وفرض عقوبات على المخالفين.
- تعزيز التوعية الإعلامية من خلال تدريب الصحفيين على التعامل المسؤول مع القضايا الحساسة.
كما أكدت الشبكة أن حماية مسارح الجريمة والأدلة أمر أساسي لتحقيق العدالة والمحاسبة، داعية السلطات السورية إلى الالتزام بمسؤولياتها القانونية لضمان إنصاف الضحايا ومحاسبة الجناة.
يُشار إلى أن فريق “سواعد الخير” أقدم على الدخول إلى أحد سجون الفروع الأمنية التابعة للنظام السابق، وقام بطلائه ورسم بعض الرسومات على جدرانه، ما أدى إلى طمس معالم السجن وإخفاء الأدلة على الجرائم التي ارتُكبت فيه.