
تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطعاً مصوّراً يُظهر شخصاً يعتدي بالضرب المبرح على طفل في مدينة حماة، ما أثار حالة من الغضب والاستنكار الشعبي.
وأفاد الناشطون بأن الطفل يتيم ويدعى إبراهيم خليل الصطيف، وقد تعرّض للتعذيب على يد عمه، محمود إبراهيم الصطيف، مشيرين إلى أن للطفل أختاً تبلغ من العمر 13 عاماً كانت قد هربت في وقت سابق من منزل عمها وتعيش حالياً في ميتم.
وفي منشورات أخرى، نشرت صفحات محلية صوراً إضافية وثّقت تعرّض الطفل للتعنيف الجسدي والإهانة على يد عمه، مطالبةً بالتدخل السريع لإنقاذه.
وتعقيباً على الحادثة، كتب محافظ حماة، عبد الرحمن السهيان، عبر منصة “إكس”: “نتابع باهتمام بالغ ما يتم تداوله من مقاطع فيديو تُظهر تعذيب طفل يُقال إنه في محافظة حماة”.
وأضاف السهيان أنه “تم توجيه الجهات المختصة للتحقق الفوري من صحة المعلومات ومكان الحادثة، ومعاقبة الفاعل في حال ثبتت الواقعة”، مؤكداً حرص السلطات على “حماية الأطفال من كل أشكال الأذى والعنف”.
وفي وقت لاحق، أعلن المحافظ أن الجهات الأمنية تمكّنت من إلقاء القبض على المتورط في الحادثة، مؤكداً أن الطفل بات في عهدة الرعاية الصحية، في حين تتواصل التحقيقات لكشف تفاصيل القضية ومحاسبة جميع المتورطين.
كما ذكرت محافظة حماة أنه تم نقل الطفل إبراهيم إلى المركز الطبي لتلقي العلاج اللازم، وتم توقيف الشخص الذي ظهر في التسجيل المصوّر، ويجري حالياً استكمال الإجراءات القانونية المتعلقة بالقضية.
تعنيف الأطفال في سوريا
كشفت تقارير صادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن أكثر من 9,000 حالة عنف ضد الأطفال تم توثيقها في عام 2024 (قبيل سقوط نظام الأسد)، وتشمل الضرب، والإهمال، والاستغلال الاقتصادي.
وأشارت الوزارة إلى أن العنف الأسري والمدرسي يُشكّل النسبة الأكبر من هذه الانتهاكات، خاصةً في المحافظات التي تشهد ظروفاً أمنية ومعيشية متردّية.
كما أعلنت منظمة “يونيسف” في بيان لها، في آذار 2024، أن 70% من الأطفال في سوريا تعرّضوا لشكل من أشكال العنف، سواء في المنزل أو في المدرسة أو في المجتمع.
ولفتت إلى أن العوامل المساهمة في ذلك تشمل الفقر، والنزوح، وغياب آليات الحماية القانونية، ما يجعل الأطفال عرضة للعقاب البدني والتنمر والإساءة النفسية.
وفي تصريح سابق، قال مدير الخدمات الاجتماعية في دمشق إن الخط الساخن المخصّص للإبلاغ عن العنف ضد الأطفال تلقى أكثر من 400 بلاغ خلال النصف الأول من العام الماضي، معظمها يتعلق بالعنف داخل الأسرة، مع تأكيده وجود ضعف في آليات الاستجابة والدعم النفسي، بسبب نقص الكوادر وتعدد الجهات المعنية دون تنسيق فعّال.
من جهتها، أفادت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) في تقرير نُشر أواخر عام 2023، بأن الأطفال في مناطق شمال غربي سوريا يواجهون عنفاً مركباً ناجماً عن النزوح القسري وغياب النظام التعليمي الرسمي.
وأوضح التقرير أن غياب قوانين ردعية فعالة، إلى جانب انعدام المتابعة الاجتماعية، يساهم في تفشي ظاهرة الضرب والإهانة في مراكز الإيواء والمدارس غير الرسمية.