
قال الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، إن المفاوضات الجارية مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق أمني قد تؤدي إلى نتائج “في الأيام المقبلة”.
ووصف الشرع للصحفيين في دمشق الاتفاق الأمني بأنه “ضرورة” وذكر أنه سيتطلب احترام مجال سوريا الجوي ووحدة أراضيها وأن يخضع لمراقبة الأمم المتحدة. وفق رويترز.
وأضاف أنه إذا نجح الاتفاق الأمني مع إسرائيل قد نتوصل إلى “اتفاقيات أخرى”، مشيرا إلى أن “السلام والتطبيع” مع إسرائيل ليسا على الطاولة الآن، موضحا أن واشنطن لا تضغط على دمشق للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل.
وأضاف الشرع أن سوريا وإسرائيل كانتا على بعد أيام فقط من التوصل لاتفاق أمني في تموز الماضي، إلا أن تطورات السويداء عرقلت التوصل إلى اتفاق.
وأكد الرئيس السوري أنه من السابق لأوانه مناقشة مصير هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، مشيراً إلى أن أفعال إسرائيل تتناقض مع السياسة الأميركية المطالبة بسوريا مستقرة وموحدة.
الشيباني وديرمر وباراك يجتمعون في لندن
وكانت القناة 12 العبرية قد قالت إن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، التقى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في العاصمة البريطانية لندن.
ونقلت عن مصادر إسرائيلية طلبت عدم الكشف عن هويتها، الأربعاء، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس باراك حضر الاجتماع.
وأفادت القناة بأن الشيباني وديرمر وباراك ناقشوا خلال الاجتماع مسودة اتفاق أمني جديد قدمته إسرائيل.
تفاصيل المقترح الأمني الإسرائيلي
كشف موقع “أكسيوس” الأميركي أن الاحتلال الإسرائيلي قدّم إلى سوريا مقترحاً تفصيلياً لاتفاق أمني جديد، يتضمّن إنشاء منطقة منزوعة السلاح وحظر طيران في مساحة واسعة تمتد من جنوب غربي دمشق حتى الحدود مع إسرائيل.
وأشار مصدران مطلعان للموقع، إلى أن المقترح يهدف إلى استبدال اتفاق فصل القوات الموقع عام 1974، والذي فقد أهميته بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة إسرائيل على منطقة الفصل.
ويستند المقترح الإسرائيلي، بحسب المصادر، إلى نموذج اتفاق السلام الموقع مع مصر عام 1979، بحيث تُقسّم المنطقة إلى ثلاث مناطق ذات ترتيبات أمنية متفاوتة ونطاقات مختلفة من نزع السلاح.
كما ينص المقترح على توسيع منطقة العازل بمقدار كيلومترين على الجانب السوري، مع منع وجود قوات عسكرية أو أسلحة ثقيلة والسماح فقط بانتشار الشرطة وقوات الأمن الداخلي، إلى جانب فرض حظر طيران كامل للطائرات السورية.
في المقابل، تقترح إسرائيل انسحاباً تدريجياً من الأراضي التي احتلتها في سوريا خلال الأشهر الماضية، مع الإبقاء على موقعها الاستراتيجي في قمة جبل الشيخ.
وقال مسؤول إسرائيلي رفيع إن إسرائيل تصرّ على الحفاظ على وجودها هناك في أي اتفاق مستقبلي.
ممر جوي إلى إيران
وأشار الموقع إلى أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني يعتزمان مناقشة المقترح الأربعاء في لندن، بحضور المبعوث الأميركي توم باراك الذي يتوسط بين الجانبين، وسط تقديرات بوجود تقدم من دون اقتراب من اتفاق نهائي.
وأشار المصدر إلى أن مبدأً أساسياً في المقترح الإسرائيلي هو الحفاظ على ممر جوي إلى إيران عبر سوريا، ما يسمح بتنفيذ ضربات إسرائيلية محتملة في إيران مستقبلاً.