ناقش وفد لمجلس سوريا الديموقراطية في واشنطن مع أعضاء في الكونغرس الأميركي هذا الأسبوع ميزانية دعم قوات سوريا الديمقراطية التي من المترقب إقرارها اليوم، بينما سيشارك الوفد “الأسبوع المقبل في ندوة لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.
ووفقاً لنورث برس يزور وفد “مسد” الممثل للمكونات الكردية والعربية والسريانية في شمال شرق سوريا، العاصمة واشنطن على هامش اجتماعات الجمعية العمومية التي تقام في مدينة نيويورك.
ويضم الوفد كلاً من إلهام أحمد الرئيس المشارك لمجلس سوريا الديموقراطية، والدكتور غسان يوسف الرئيس المشارك لمجلس دير الزور المدني، ونظيرة كورية الرئيس المشارك لحزب الاتحاد السرياني.
ويعقد أعضاء الوفد، هذا الأسبوع، لقاءات مع أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي لإطلاعهم على آخر تطوّرات الأوضاع الأمنية والعسكرية والاقتصادية في شمال وشرق سوريا.
والتقى وفد “مسد” مع أعضاء في الكونغرس الأميركي وناقش معهم الميزانية الخاصة بدعم قوات سوريا الديمقراطية (ضمن ميزانية وزارة الدفاع الأميركية للعام ٢٠٢٢) والتي من المزمع تمريرها اليوم الخميس.
وخصصت وزارة الدفاع الأميركية حوالي 170 مليون دولار لتطوير قدرات “قسد” الأمنية والدفاعية وتأمين الحاجات المدنية الكفيلة بإرساء استقرار طويل الأمد في المنطقة.
ولفت الوفد، في حديثه مع أعضاء الكونغرس، إلى ضرورة استمرار الدعم الأميركي لقوات سوريا الديموقراطية للاستمرار بمقاتلة خلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ومواجهة التحديات المترتبة على الحرب ضده مثل الفوضى والتهديد الذي يشكّله مخيّم الهول الذي يأوي عائلات مقاتلي التنظيم.
ومن المقرر أن يشارك وفد “مسد”، يوم الاثنين المقبل، في ندوة يقيمها معهد “واشنطن لدراسات الشرق الأدنى” حيث سيستضيف المعهد السيدة إلهام أحمد وباقي أعضاء الوفد.
وقال ديفيد بولوك، الباحث في معهد واشنطن والذي ينظّم ندوة الاثنين القادم، إنه أجرى اتصالات مع عدد من مسؤولي إدارة جو بايدن، ولمس منهم رغبة أميركية في تمكين “قسد” من إرساء الاستقرار في المنطقة تحضيراً لمرحلة مستقبلية.
وأضاف، في اتصال هاتفي لنورث برس، إن الولايات المتحدة في المرحلة المستقبلية تلك لن تكون متواجدة في المنطقة، “رغم أن المرحلة الانتقالية لها لن تبدأ قبل سنة أو ستة أشهر على الأقل”.
وقال “بولوك” إنه يلمس حذراً ودبلوماسية شديدة من إدارة جو بايدن في التعامل مع ملف “قسد” و الأزمة مع تركيا حول شمال شرق سوريا.
“فمن ناحية الإدارة تثق بأهمية التحالف مع قوات سوريا الديمقراطية وتدرك ضرورة دعم التجربة وتمكينها من الاستمرار في مكافحة الإرهاب وإرساء الاستقرار في هذا الجزء من سوريا، ولكن من ناحية أخرى لا ترغب واشنطن بإطلاق تصريحات من شأنها تأزيم العلاقة مع تركيا”.
ويعتقد الباحث في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن العلاقة الأميركية-التركية لن تتبدد فجأة مهما كان السلوك التركي مزعجاً بالنسبة لواشنطن.
ويرى أن “الحكمة تقتضي قيام مجلس سوريا الديمقراطية بالعمل بشكل حثيث على بناء ثقة وعلاقات دبلوماسية متوازنة مع دول الجوار خاصة خلال هذه المرحلة الانتقالية الهامة التي لا تزال تتمتع فيها قسد بالدعم الأميركي الكامل”.