كشفت صحيفة “إندبندنت” أن إحدى المؤسسات الخيرية تستعد لتنفيذ مشروع طموح لبناء مدينة جديدة من الصفر، سعيا لتوفير ملاذ آمن لآلاف الأشخاص في المنطقة من الذين أُجبروا على العيش في خيام خلال عقد من الحرب.
وأشارت إلى أن البلدة الجديدة، التي لم يتم الكشف عن موقعها الدقيق لأسباب أمنية – قريبة من الحدود السورية مع تركيا، ومن المقرر أن تتضمن 1000 منزل لحوالي 6000 نسمة، بالإضافة إلى مدرسة ومستشفى وحديقة عامة ومسجد.
ونقلت الصحيفة عن تشارلز لولي، رئيس قسم المناصرة في “Syria Relief”، وهي مؤسسة خيرية بريطانية تعمل مع منظمة عطاء الإغاثة التركية غير الحكومية: “إنه أمر ضروري، فهناك ملايين النازحين السوريين الذين يستحقون العيش في منزل حقيقي”.
وأضاف: “لا نريد أن نبني منازل فقط، بل نسعى أيضا لتأسيس مجتمع قادر على تلبية احتياجات الناس الطبية والتعليمية”.
ويقول لولي إن حوالي 60 في المائة من النازحين السوريين الذين جرى اقتلاعهم في شمال غرب البلاد في مخيمات للنازحين داخليا، حيث تتكدس العائلات الكبيرة في خيام واهية وتكافح من أجل البقاء دافئة أو إطعام أطفالها.
وأوضح أن “العديد من الأرواح معرضة للخطر خلال أشهر الشتاء حيث تتضرر العديد من الخيام ويصبح الوصول إلى الوقود للتدفئة محدودا، في كل سنة نرى الناس يتجمدون حتى الموت، وتتفاقم الظروف الصحية الحالية بسبب البرد، ويؤدي تغير المناخ إلى حدوث فيضانات وسقوط أمطار تدمر الخيام بشكل لا يصدق عامًا بعد عام”.
من جهته، قال عامل الإغاثة آدم كيلويك، من منظمة “Syria Relief”، إن بعض النازحين السوريين أُجبروا على العيش في ظروف لا تفي حتى بمعايير الرفق بالحيوان الغربية. وأضاف: “الكثير من النازحين ليس لديهم أي مصدر دفء على الإطلاق وأنهم يعتمدون على الأشجار المحيطة بمخيماتهم لدرء الرياح الباردة”.
وأشار إلى أن “المدينة الجديدة سوف تكون فسحة أمل كبيرة لأولئك الذين عاشوا في ظروف بائسة في مخيمات غير رسمية على مدى السنوات القليلة الماضية”، مضيفا أن العديد من الأطفال سيعرفون أخيرا معنى وجود مرحاض في المنزل.
وبحسب الصحيفة، تستمر أعمال الإنشاء في تلك المدينة، وجرى بالفعل الانتهاء من بناء 100 منزل ومن المقرر أن يكون 150 منزلا آخرين جاهزين للسكن بحلول فبراير 2022، وجميعها تتألف من غرفتي نوم ومطبخ ومزودة بالكهرباء والمياه الجارية ومرافق أخرى.