سلطت دراسة صادرة عن المعهد الألماني للدراسات الأمنية والدولية الضوء على تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الوضع في سوريا.
وذكرت الدراسة الألمانية والتي ترجمها الإعلامي أحمد زيدان أن “التحولات الجيوستراتيجية في سوريا تعتمد على التصعيد في أوكرانيا فحتى الآن الدول الخمس الموجودة بسوريا، لديها تفاهمات على الواقع”.
وأضاف تقرير المعهد الألماني “ولكن التصعيد في أوكرانيا قد يطيح بذلك مما سيؤثر على أولويات وتحولات روسيا،التي لا تستطيع التضحية بما أنجزته في سوريا وهي تتسعد ربما لمواجهة أوروبا”.
وأوضح التقرير “حتى الآن الحرب في أوكرانيا لا تهدد الوجود الروسي في سوريا المعتمدة هناك على الدعم الجوي والشرطة العسكرية، وليس البرية لكن يبقى التأثير على المليشيات التي تنقلها روسيا من قوات النظام إلى أوكرانيا، مما يؤثر سلباً على أداء النظام، بالإضافة لإغلاق تركيا مضائقها، وأجوائها”.
وأشار التقرير أن التدهور الإقتصادي الروسي نتيجة العقوبات، سيلقي بتداعياته على دعم النظام، السوري وإعادة الإعمار، ولذلك ستحرص موسكو على عدم توسيع رقعة اشتباكاتها.
وأضاف أن موسكو لديها قدرة على عرقلة وصول المساعدات الإغاثية لشمال غرب سوريا، من خلال التصويت في مجلس الأمن الدولي.
ثلاث سيناريوهات محتملة
ولفت التقرير إلى ثلاث سيناريوهات محتملة لروسيا نتيجة الحرب الأوكرانية:
الأول: اضطرار موسكو لتقليص نفوذها في سوريا لصالح إيران، التي لن تكون مهدداً لها إن ضمنت مصالحها بالموانئ على المتوسط، سيما إن تحركت لطرد أمريكا من سوريا.
أما السيناريو الثاني قد تضطر روسيا لنقل قواتها الجوية مما سيؤثر على المعركة ضد النظام لاسيما وأن 40ألف من مقاتليه يريدون الذهاب لأوكرانيا.
أما السيناريو الثالث أن تلجأ روسيا لدور المخرب في سوريا بعد أن كانت حجر أساس لاستقرار النظام، وذلك لابتزاز النيتو و أمريكا في أوكرانيا، وتستطيع الانخراط بمواجهات مع طائراتها وسفنها بالمتوسط.
ويظل وصول المعونات الإغاثية لشمال غرب سوريا أحد أولوياتها، فإن عارضت روسيا تجديد دخول الدعم عبر باب الهوى في يونيو فستلجأ واشنطن لخطة طوارئ.
انهيار اقتصادي للنظام
وفيما يتعلق بالنظام السوري فالنتائج كارثية بحسب التقرير فمع اعتماد النظام على القمح الروسي القادم من أوكرانيا فإن موسكو أعلنت أخيراً أنها لن تسدّ فجوة القمح للنظام، والذي يعاني من نقص كبير مما يهدد بانهيار اقتصادي بمناطقه.
أما واشنطن لا يستبعد التقرير إن طال الصراع في أوكرانيا وتمدد خارجها انعكاسه في سوريا، أن تعزز أمريكا دعمها لقسد وتمسكها بقانون قيصر كأداة عقوبة لروسيا.
مواجهة وشيكة بين تركيا وروسيا
وفيما يتعلق بتركيا فإن أهدافها تتلخص بمنع كيان كردي على حدودها ومنع تدفق اللاجئين، وإعادتهم لسوريا.
وبحسب الدراسة الألمانية تحاول تركيا عدم استعداء روسيا، وبمرور الوقت قد ترى نفسها أكثر تواءماً مع أمريكا، مما يزيد باحتمالات المواجهة مع موسكو.
وأوضح التقرير أن هناك 3آلاف جندي تركي بإدلب ولواء للدرك، وبرغم ذلك تتجنب تركيا المواجهة، خشية موجة لجوء جديدة فضلاً عن تداعيات اقتصادية عليها لأن روسيا شريك أساسي لها بالغاز والسياحة.
وتتوقع تركيا بإطالة حرب أوكرانيا زيادة فرصها بسوريا في إضعاف النفوذ الروسي، فيتضاءل تنسيقه مع الجانب الأمريكي لصالح الجيب الكردي.