انتقدت روسيا الدول الغربية لعدم دعوتها هي وحكومة النظام السوري إلى مؤتمر “بروكسل” المقرر أن يبدأ غدًا الاثنين 9 من أيار.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها اليوم، الأحد 8 من أيار، إن “الاتحاد الأوروبي تقليديًا يحاول تحقيق الأهداف المعلنة له دون التعاون مع حكومة سوريا ودون دعوة ممثليها إلى المؤتمر”، بحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم“.
وأضافت، “لكن هذه المرة قررت بروكسل الذهاب أبعد من ذلك وعدم توجيه الدعوة لحضور الفعالية إلى المسؤولين الروس، الذين سبق أن شاركوا في مؤتمرات المانحين بشأن سوريا”.
ووصفت المؤتمر بأنه تحول، دون مشاركة ممثلين سوريا وروسيا وبعد فقدانه الرعاية الأممية، إلى تجمع لـ”شلّة” من الغربيين، ليس له أي قيمة مضافة لا سعيًا حقيقيًا إلى حل المشاكل الإنسانية الملحة في سوريا بعيدًا عن أي تسييس وضمن إطار المبادئ الإرشادية المعترف بها دوليًا للدعم الإنساني”.
واتهمت الخارجية في بيان الأمريكيين والأوروبيين بخنق السوريين بالعقوبات “أحادية الجانب “و”إعاقة تطبيق المشاريع الخاصة بالمرحلة المبكرة من إعادة إعمار سوريا، من خلال طرح شروط سياسية مسبقة، منها تمديد الآلية الخاصة بنقل المساعدات عبر الحدود والتي تقوض، حسب وجهة نظر وزارة الخارجية الروسية، سيادة سوريا ووحدة أراضيها”.
ومن جهته، قال القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، دان ستوينيسكو، في مقابلة مع عنب بلدي، “لقد قمنا بدعوة الشركاء الذين لديهم مصلحة حقيقية للمساهمة في السلام في العالم، وهذا ما أثبتت عكسه روسيا من خلال اعتداءاتها على أوكرانيا”.
وأكد المتحدث “مواصلة الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه دفع الجهود العالمية للضغط على روسيا لوقف عدوانها العسكري فورًا على أوكرانيا، والانسحاب من جميع أنحاء البلاد مع الاحترام الكامل لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها واستقلالها”.
وشدد على أن “الاتحاد الأوروبي، إلى جانب عدد من شركائه، حمل رسالة واضحة الى المحافل الدوليّة برفض العدوان العسكريّ الروسيّ على أوكرانيا”.
وفي ضوء قرار الاتحاد الأوروبي بعدم دعوة روسيا إلى المؤتمر، قررت الأمم المتحدة عدم المشاركة في رئاسة المؤتمر هذا العام ولكن الاكتفاء بالمشاركة النشيطة في اللقاء، بحسب القائم بأعمال بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا.
ومن الضروري، بالنسبة للاتحاد الأوروبي وشركائه، أن يُعقد المؤتمر في هذا الوقت الحرج، كوسيلة للحفاظ على اهتمام وتركيز دولي قوي على الأزمة في سوريا، والحفاظ على آمال شعبها، وإظهار الاتزام الثابت بمساعدة السوريين داخل سوريا وخارجها، ودعم دول المنطقة التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين.
وأضاف القائم بالأعمال أن المؤتمر بمثابة الحدث التكافلي الرئيسي المخصص لسوريا والمنطقة في عام 2022، لتأمين الدعم المالي الذي تشتدّ الحاجة إليه لتلبية احتياجات اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة لهم في البلدان المجاورة.
ويبقى الهدف من المؤتمر أيضًا، إعادة التأكيد على استمرار دعم المجتمع الدولي للأمم المتحدة وجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي، بما يتماشى وقرار مجلس الأمن الدولي رقم “2254”.
وسيكون المؤتمر هو المؤتمر الدولي السنوي العاشر حول سوريا، بعد المؤتمرات الثلاثة الأولى التي استضافتها الكويت أولًا من عام 2013 إلى 2015، ومؤتمر لندن في 2016، ومؤتمرات بروكسل الخمسة الأخيرة من 2017 إلى 2021.
وسيشمل المشاركون مؤسسات الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، وأوسع نطاق ممكن من المجتمع الدولي، والمنظمات الإقليمية والدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، والمؤسسات المالية الدولية (IFIs)، ومنظمة الصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية وممثلي منظمات المجتمع المدني.
وسيوفر يوم الحوار منصة للحوار بين الجهات الفاعلة في المجتمع المدني من داخل سوريا والمنطقة وكذلك الشتات والدول المضيفة للاجئين والشركاء التنفيذيين المشاركين في الاستجابة السورية والاتحاد الأوروبي.
يتألف الحدث من ثلاث حلقات نقاش تركز على الموضوعات الرئيسية ذات الصلة بسياق الأزمة السورية واستجابة المجتمع الدولي، وهي “إعطاء مساحة للأصوات السورية” و”الشباب” و”المساعدة الغذائية والأمن الغذائي”.
وسيعقد الاجتماع الوزاري يوم الثلاثاء، 10 من أيار، وسيترأسه نائب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، وسيشارك أيضًا مفوض الجوار والتوسع، أوليفر فارهيل، ومفوض إدارة الأزمات يانيز لينارتشيتش.
سيجتمع مندوبو الدول المجاورة التي تستضيف لاجئين سوريين والدول الشريكة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية، بما في ذلك الأمم المتحدة، لمناقشة الجوانب السياسية والإنسانية والإنمائية الإقليمية الرئيسية للأزمة السورية، وسيتم تقديم الالتزامات والتعهدات السياسية بهذه المناسبة.
تضمنت الاستعدادات للمؤتمر مشاورات مع منظمات المجتمع المدني الناشطة في الأزمة السورية، مما أتاح جمع رؤى وتوصيات قيمة حول الوضع الراهن، ستُغذي هذه المعلومات المؤتمر، سواء خلال يوم الحوار أو الاجتماع الوزاري.
سيرفع مقررو المجتمع المدني في سوريا والمنطقة التوصيات المنبثقة عن يوم الحوار إلى الاجتماع الوزاري.