أثارت زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية الى لبنان الأسبوع الماضي الكثير من الجدل على الساحة الفلسطينية والعربية على حد السواء وسط توقعات بأن تثمر هذه الزيارة بمزيد من التقارب بين سوريا وحماس بعد سنوات من القطيعة.
واستقبل الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله ،الخميس الماضي، إسماعيل هنية والوفد المرافق له حيث بحث الجانبان تطوير العلاقات والتنسيق المشترك في علاقة بقضايا المنطقة.
هذا وذكرت مصادر مطلعة أن قيادات حزب الله اللبناني قد أكدت خلال اجتماعها بوفد حماس أن سوريا جاهزة لتطبيع العلاقات مجددا مع حماس وأن الحركة ستظل عنصرا مهما في محور المقاطعة والممانعة.
وكان قيادي في حماس قد صرح مؤخرا أن العلاقات مع النظام السوري في “طريق عودتها بالكامل كما كانت”، مؤكدا أن ” الاتصالات مع سوريا في تحسن وفي طريق عودتها بالكامل إلى ما كانت عليه”.
وشهدت علاقة حماس وحليفها السوري قطيعة مفاجئة بعد اندلاع الثورة السورية ضد نظام بشار الأسد حيث ساند رئيس حماس وقتها خالد مشعل الثورة ونقل مقر اقامته من دمشق الى الدوحة.
ووصف التلفزيون الرسمي السوري، في تشرين الأول 2012، خالد مشعل، بـ “المقاوم المشرد واليتيم الذي كان يبحث عن ملجأ يأويه قبل أن تفتح دمشق أبوابها”. وأطلق عليه وصف “الطاعون الذي كانت الدول تتهرب منه باستثناء سوريا”.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة أن “التقارب بين حماس وسوريا يأتي بدعم من إيران التي تسعى لتثبيت موطن قدم لها في سوريا والمنطقة ككل في ظل التحديات الكبيرة التي يطرحها مشروع الشرق الأوسط الجديد والحديث عن تكوين حلف ناتو شرق أوسطي من العاهل الأردني الملك عبد الله”.
وتابع” حماس مطالبة الان بتقديم اعتذارات رسمية عن التصريحات المعادية للنظام السوري التي أطلقتها بعد الثورة مقابل عودة الأموال الإيرانية والتنسيق اللوجستي مع دمشق”.
بدوره فقد أكد المعارض السوري رضوان أن طهران هي المهندس الرئيسي للتقارب بين النظام و”حماس” مضيفا”: “طبعاً النظام لم يخسر شيئاً، لكن حماس خسرت ثمن موقفها الذي اتخذته، وستخسر بعداً إقليمياً من وراء هذه الخطوة”.
هذا وتعيش حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ انقلاب صيف عام 2007 وضعا ماليا دقيقا في ظل انحسار الدعم المالي الذي كانت تتلقاه سابقا الى جانب حظر أنقرة لأي نشاط متعلق بحماس على أراضيها مؤخرا.