من المتوقع مساء اليوم.. بوتين يستعد لاتخاذ قرار كارثي وهذا المتوقع
مع دخول عملية التصويت في الاستفتاءات الشعبية التي تُجرى في المناطق الأوكرانية المحتلة يومها الخامس والأخير، تحدثت مصادر عن قرار مرتقب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين “سيخلق واقعاً جديداً أكثر مرارة من الواقع الحالي”.
ماذا سيعلن بوتين في 30 سبتمبر؟
أفادت وسائل أعلام روسية، اليوم الثلاثاء، بأن النتائج الأولية أظهرت “موافقة” دونباس و خيرسون و زابوريجيا على الانضمام إلى روسيا.
وفي تقريرٍ لها، قالت وزارة الدفاع البريطانية إنه من المرجح أن يعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ضم تلك المناطق الأوكرانية إلى روسيا الاتحادية خلال خطابه أمام البرلمان يوم 30 سبتمبر/أيلول الجاري.
وأضافت: “قادة روسيا يأملون بالتأكيد بأن يُنظر لأي إعلان بالضم على أنه تبرير للعملية العسكرية الخاصة، وسيعزز من الدعم الوطني للحرب”.
لكنها أوضحت بأن هذا الأمل “من المرجح أن يقوّض بفعل الوعي الداخلي المتزايد بالهزائم التي منيت بها روسيا مؤخراً في ساحات القتال والشعور الكبير بعدم الارتياح إزاء التعبئة الجزئية التي أُعلِنت الأسبوع الماضي”.
وتزامناً مع اليوم الأخير للاستفتاءات، اشتعل قتال عنيف على طول خطوط المواجهة بين القوات الأوكرانية والروسية في مناطق مختلفة من أوكرانيا، في مؤشر على أن الأمور تتجه نحو التصعيد.
وكانت وكالتا الأنباء الرسميتان في روسيا “تاس” و “ريا نوفوستي” قد نقلتا خلال نهاية الأسبوع، عن مصادر في البرلمان قولها إن مشروع قانون الضم يمكن أن يُعرض على مجلس الدوما مساء الثلاثاء ويصادق عليه الأربعاء.
إلى ذلك، قال رئيس البرلمان فياتشيسلاف فولودين، إنه “سيدعم” عملية ضم المناطق لروسيا.
وبحسب “تاس”، من المتوقع أن يعلن الرئيس بوتين رسمياً يوم الجمعة المقبل، عن أن المناطق الأوكرانية قد أصبحت جزءاً من روسيا.
وقد يأخذ هذا شكل خطاب في الكرملين موجه لأعضاء واحدة من غرفتي البرلمان أو كلتيهما.
كما قالت الوكالة الروسية، إن أعضاء مجلس الشيوخ أُبلغوا بأن عليهم أن يجروا ثلاثة اختبارات لكوفيد-19 استعداداً لـ “حدث مهم” الجمعة، وهو شرط أساسي لأي شخص يلتقي بالرئيس في الكرملين.
الاتحاد الأوروبي يهدد
في السياق، قال الاتحاد الأوروبي إنه سيفرض عقوبات على منظمي عمليات التصويت “غير الشرعية” في أربع مناطق محتلة في أوكرانيا والتي تجريها روسيا باعتبارها “عمليات استفتاء” بهدف ضم تلك المناطق.
وقال بيتر ستانو المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، للصحافيين إنه “ستكون هناك عواقب بالنسبة لجميع من شاركوا في عمليات الاستفتاء غير القانونية وغير الشرعية”.
وفي الوقت نفسه، تواجه روسيا، بحسب وسائل إعلام غربية، “مأزقاً حقيقياً على جميع الجهات تقريباً؛ فمن الناحية الميدانية في أرض المعركة، لا تخضع أي من المناطق التي تجري فيها الاستفتاءات لسيطرة موسكو التامة، ولا يزال القتال مستمراً على طول خط الجبهة بأكمله”.
كما أن الانتصارات المفاجئة التي حققتها القوات الأوكرانية في منطقة خاركيف، والتي أجبرت القوات الروسية على الانسحاب، أعطت دفعة معنوية ضخمة لكييف وداعميها الغربيين، وهو ما انعكس على تحقيق مزيد من التقدم في ساحة الحرب.
وأشارت إلى أن تلك الانتصارات الأوكرانية، أجبرت بوتين على إصدار قرار التعبئة الجزئية لقوات الاحتياط، وهو ما أدى إلى حالة من الهلع والاحتجاجات والفوضى، وقدرت إحدى جهات المراقبة أنه تم اعتقال ألفَي شخص على الأقل حتى الآن.
ماذا يعني كل ذلك لمسار الحرب؟
على صعيدٍ متصل، نشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، تحليلاً توصل إلى نتيجة، مفادها أنه على الرغم من الكوارث المتتالية التي تواجهها موسكو، فإن “أخطر لحظات الصراع قد تكون أقرب مما نتخيل”.
وأضاف التحليل: “على الرغم من رفض الغرب للاستفتاءات واعتبارها غير قانونية ولا قيمة لها، فإن هذا الرفض والاستنكار لن يغيرا من الأمر الواقع شيئاً، فبوتين سيعلن ضم تلك المناطق خلال أيام، وهذا سيخلق أمراً واقعاً جديداً”.
والأمر الواقع الجديد هو واقع “نووي” بطبيعة الحال، إذ هدد بوتين ضمنياً باحتمال استخدام الأسلحة النووية للدفاع عن “جميع الأراضي الروسية”، والرئيس الروسي لا يصدر “تهديدات جوفاء”، بحسب ما نقلته الشبكة الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين.
ميدفيديف يمشي على خطا بوتين
على صعيدٍ متصل، قال الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، إن روسيا لديها الحق في استخدام أسلحة نووية “اذا اقتضت الضرورة ذلك”، وإن هذا الأمر “ليس خدعة بالتأكيد”.
وأوضح ميدفيديف، وهو نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، إن موسكو ستضطر للرد على التهديدات إذا ما دُفعت بشكل “يتجاوز نطاق حدودها”.
كما حذّر من أن روسيا سترد “بدون الكثير من المشاورات” في ظل تنامي التوترات مع الغرب بشأن عمليات الاستفتاء التي يقول إنها فاقدة لمصداقيتها والتي تجري حول ما إذا كان يتعين على المناطق الأوكرانية المحتلة أن تنضم إلى الاتحاد الروسي.
ويُعتبر التحذير النووي الذي صدر عن ميدفيديف الثلاثاء، واحداً من تحذيرات عديدة صدرت عن بوتين ومساعديه في الأسابيع الأخيرة.