بوتين يشعل الشارع الموالي بعد تخليه عنهم.. خطوة غير مسبوقة من روسيا
تعتزم روسيا تقديم مساعدات غذائية واقتصادية على شكل “هبات” للحكومة اللبنانية لمواجهة أزماتها الراهنة، وهي خطوة لم تفلعها موسكو مع حليفها نظام أسد لإنقاذه من أزماته الاقتصادية طوال السنوات الماضية، ما أثار غضباً في صفوف الموالين للنظام، حين عبروا عن سخطهم من “الحليف الافتراضي”.
ونقلت وكالة (سبوتنيك) الروسية عن وزير النقل والأشغال العامة بحكومة تصريف الأعمال اللبنانية، علي حمية، أن روسيا “ستمنح بلاده 10 آلاف طن من الوقود لمصلحة معامل الكهرباء، و25 ألف طن من القمح”.
وأضاف الوزير نقلاً عن السفير الروسي لدى لبنان ألكسندر روداكوف، أنه سيتضح خلال يومين، “تفاصيل الهبتين الروسيتين”، حيث طلب السفير من الوزارة اللبنانية، “القياسات الخاصة بالسفن لرسو البواخر المناسبة في المرافئ اللبنانية، على أن يحدد تاريخ التسليم في اليومين المقبلين”.
الخطوة الروسية التي جاءت على لسان الوزير اللبناني، ولم تعلق عليها روسيا رسمياً، تأتي دعماً للحكومة اللبنانية في مواجهة أزماتها الاقتصادية المتفاقمة ولاسيما أزمات الأفران والكهرباء المرتبطة بانهيار الليرة المحلية أمام العملات الأجنبية وانعاكساتها على جميع القطاعات الحكومية.
فيما أثارت “الهبة الروسية” موجة غضب لدى الموالين لنظام أسد، كونها خطوة لم تُقدم عليها روسيا تجاه حليفها نظام أسد لإنقاذه من الأزمات الاقتصادية الخانقة خلال السنوات الماضية، رغم الفائدة الاقتصادية التي يجنيها الاحتلال الروسي من خلال سيطرته على مصادر الغاز والفوسفات وكذلك على الموانئ والمواقع الإستراتيجية في مناطق سيطرة أسد.
وتناولت وسائل إعلام وصفحات موالية الخبر بطريقة ساخرة وناقدة وكتب موقع (سناك سوري) تعليقاً على الخبر أثناء تناوله: ” أحياناً الصديق بيكون عند الضيق.. ملاحظة: الحليف إلو ترتيب تاني”، فيما كتبت صفحة (أخبار مصياف) بطريقة ساخرة: “أنصح المُصفقين والمُستأنسين بـ الاستماع إلى قصيدة الأطلال للرفيقة الراحلة أُم كلثوم : يا حليفاً زرتُ يوماً نِفطَه .. طائِر الشوقِ أُغني ألَمِي”.
وأشار الإعلام الموالي لنظام أسد، أزمة لبنان الخانقة في الكهرباء، “شبيهة” بالأزمة التي تعانيها سوريا “التي تربطها علاقات مميزة مع الجانب الروسي، لا ينفك المسؤولون السوريون يعلنون عن عمقها بشكل متواتر”.
وتعيش مناطق سيطرة نظام أسد أزمة اقتصادية هي الأسوأ بتاريخ سوريا بسبب الحرب التي تشنها ميليشيا أسد على الشعب السوري منذ 11 عاماً، وأدت لرهن البلاد لروسيا وإيران وخسارة الموارد الاقتصادية والإنتاجية، وزادت حدة الأزمة خلال الفترة الماضية، حين ارتفعت أسعار أهم السلع الأساسية، ولا سيما بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وتعدّ روسيا الحليف الأول والأكبر لنظام أسد وتدخلت بأسطولها العسكري لجانبه عام 2015 بهدف إعادة السيطرة الميدانية لميليشياته، ومنذ ذلك الوقت أقامت قواعد عسكرية وصفقات إستراتيجية تمتد لعقود كتعويض عن خسائرها، ولا سيما استثمار الفوسفات وبعض المنشآت الرئيسية، وبقيت تلك المناطق رهينة القرار الروسي ومهددة بمجاعة قريبة بسبب أزماتها المتفاقمة وفساد مسؤولي أسد.
في حين لم تقدم موسكو على أي دعم اقتصادي لحليفها أسد خلال السنوات الخمس الماضية، سيما مع الارتفاع الأصوات المطالبة بتقديم دعم من الحلفاء على مستوى النفط والفيول والقمح، بينما قدمت روسيا الدعم الغذائي والاقتصادي للعديد من حلفائها الإقليميين.