صرح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، بأن الولايات المتحدة قد تفكر في سحب قواتها من سوريا والعراق بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وأوضح فيدان، بعد عودته من قمة الشراكة التركية الإفريقية في جيبوتي، أن واشنطن تدرس تحويل مهمة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” إلى إفريقيا، بهدف تقليص وجودها العسكري في مناطق النفوذ الإيراني، حيث تواجه القوات الأمريكية تهديدات مستمرة.
كما أشار فيدان إلى أن الولايات المتحدة وضعت جدولًا زمنيًا لانسحاب تدريجي من العراق، يشمل مغادرة المنطقة المركزية في العراق عام 2025، يليه الانسحاب من المنطقة الكردية في 2026.
وأكد أن تركيا ستواصل عملياتها في “مكافحة الإرهاب من جذوره” بالتعاون مع الشركاء الإقليميين، معتبرًا أن استقرار سوريا هو عامل أساسي لأمن تركيا القومي، وأن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية يأتي ضمن الأولويات التركية.
وفي سياقٍ متصل، شدد فيدان على أن تركيا تدعم مساعي الحوار بين النظام السوري والمعارضة للوصول إلى حلول سلمية تحقق الاستقرار في المنطقة. وأضاف أن سياسة تركيا الخارجية ستبقى ثابتة ولن تتأثر بنتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مشيرًا إلى أن أنقرة ستستمر في التعاون مع واشنطن بغض النظر عن الإدارة الجديدة.
تأثير الانتخابات الأمريكية على العلاقات التركية الأمريكية
في هذا السياق، أجرت BBC التركية لقاءات مع خبراء في السياسة الخارجية لاستشراف تأثير الانتخابات الأمريكية على العلاقات بين أنقرة وواشنطن. وأكد السفير الأمريكي السابق في أنقرة، جيمس جيفري، أن العلاقات الأمريكية التركية ستبقى ضمن إطار محدد، بغض النظر عن من سيفوز بالرئاسة، وقال: “القرارات الحاسمة التي تتجاوز هذا الإطار تواجه اعتراضات شديدة”.
من جانبها، أشارت أصلي أيدن طاشباش، الباحثة في مؤسسة بروكينغز، إلى تراجع الدعم المؤسسي للعلاقات التركية الأمريكية في واشنطن، قائلة: “لم يعد هناك مؤسسات أو مجموعات تدافع عن العلاقة الوثيقة بين البلدين، وهذا ما ينبغي لأنقرة الانتباه له”.
في الوقت ذاته، أعلن المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوزه في الانتخابات أمام منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، نائبة الرئيس الحالي جو بايدن، رغم عدم إعلان النتائج النهائية بشكل رسمي، إذ من المقرر أن يؤدي الرئيس المقبل اليمين في 20 يناير المقبل.