شادي حلوة يبرر موقفه الموالي للأسد المخلوع.. “ما كنا منعرف”
لعب نظام الأسد السابق دورًا بارزًا في استخدام الإعلام كأداة لتبرير جرائمه وتجميل صورته أمام العالم. وبرزت شخصيات إعلامية مثل “شادي حلوة” ضمن ما كان يُعرف بـ”الإعلام الحربي”، الذي ارتبط بمرافقة العمليات العسكرية للنظام والدعوة إلى القمع والقتل.
شادي حلوة: من التشبيح إلى محاولات التبرير
صعد “حلوة” سريعًا في مشهد إعلام النظام، حيث تم تسليمه مناصب متعددة بعد دعمه المستمر لآلة القمع. شغل مناصب إدارية في مؤسسات إعلامية ورياضية بحلب، إلا أن خلافات داخلية داخل النظام جعلته ملاحقًا في فترة ما، بتهمة إثارة الفتن الطائفية.
وفي عام 2012، تعرض لموقف محرج على الهواء مباشرة، حيث قام شاب بضربه بحذاء أثناء بث مباشر، مشيرًا إلى كذب الإعلام الرسمي. “حلوة” برر الحادثة لاحقًا باتهام الشاب بتنفيذ ذلك مقابل مبلغ زهيد.
مع مرور الوقت، حاول “حلوة” تغيير موقفه، زاعمًا أنه كان مخدوعًا بالنظام، خاصة بعد سقوطه. وأعلن اعتذاره عن مواقفه السابقة، مدعيًا مغادرته مدينة حلب واستقراره في الإمارات.
محاولات للتملص من الماضي
ادعى “حلوة” في تصريحات لاحقة أنه أصيب بالصدمة من الانتهاكات التي كان يُتهم النظام بارتكابها، مثل تلك التي حدثت في سجن صيدنايا. هذه المحاولات للتنصل من الماضي أثارت انتقادات واسعة، حيث اعتبرها البعض تلاعبًا بالرأي العام ومحاولة للهرب من المسؤولية.
فضائح متكررة ومواقف مثيرة للجدل
شهدت مسيرة “حلوة” العديد من الفضائح، منها تسريب يظهره يطلب من عناصر حزب الله التحدث بلهجة سورية للتمويه، إضافة إلى مواجهات مع زملاء له في الميدان. كما أنه أثار السخرية خلال تغطية إعلامية عام 2020، حين وصف إصابته في خان العسل بعبارة أصبحت مادة للسخرية: “ضربونا ساروخ”.
العدالة تلاحق الإعلاميين الحربيين
مع انتهاء حقبة نظام الأسد، أعلنت وزارة الإعلام السورية في ديسمبر 2023 إخضاع جميع الإعلاميين الحربيين الذين دعموا النظام للمحاكمة ضمن إطار العدالة الانتقالية. هذا القرار أثار غضب الإعلاميين الذين كانوا جزءًا من آلة النظام الدعائية، محاولين تبرير أفعالهم السابقة.
يُذكر أن العديد من الإعلاميين الموالين، مثل “كنانة علوش” و”صهيب المصري”، سعوا بعد سقوط النظام إلى ركوب موجة التغيير، إلا أن دورهم في دعم الجرائم والانتهاكات يبقى موضع محاسبة.