وصف وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، الخطوات التي تتخذها الإدارة السورية الجديدة بالإيجابية حتى الآن، لا سيما بعد القرارات والتحركات التي قامت بها عقب سقوط نظام الأسد.
وقال ألباريس إن الإدارة الجديدة في سوريا “لا تستخدم العنف، وأنهت الديكتاتورية الدموية لعائلة الأسد، وأفرغت السجون، وهذه كلها إشارات ترحب بها إسبانيا”.
وأشار إلى أن الإدارة الجديدة تُعد في الوقت الراهن حركة عسكرية بالدرجة الأولى، ويجب أن تتحول إلى حركة سياسية، وفقاً لما نقلته وكالة “الأناضول”.
وأضاف: “في حال حدوث هذا التغيير، فإن إسبانيا ستقف دائماً إلى جانب سوريا وشعبها، وستبذل كل ما في وسعها لجذب دعم الاتحاد الأوروبي إلى سوريا”.
وأكد وزير الخارجية الإسباني أن بلاده ترغب في دعم سوريا من خلال تقديم المساعدات الإنسانية لضمان سلامة أراضيها وسيادتها، وتلبية احتياجات الشعب السوري الذي عانى كثيراً خلال العقد الماضي.
كما شدد على ضرورة احترام حقوق المرأة والأقليات الدينية والعرقية في سوريا، معربًا عن أمل مدريد في تحقيق فترة انتقالية سلمية.
رفع العقوبات عن سوريا
أشار ألباريس إلى أن العقوبات التي فُرضت على سوريا خلال عهد النظام السابق كانت لأغراض وأهداف محددة، وأن رفعها مرتبط بزوال أسبابها.
وقال: “إذا زالت أسباب فرض العقوبات والأمور التي كنا نسعى لتجنبها عبر هذه العقوبات، فلن يكون لها أي معنى بعد الآن”.
وبخصوص زيارته المرتقبة إلى دمشق، أوضح ألباريس أن مدريد تؤكد ضرورة إقامة حوار وتواصل مع المسؤولين الجدد في دمشق، بهدف نقل رؤيتها حول مستقبل سوريا.
رفض الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية
أعرب ألباريس عن رفض بلاده لتوسع الاحتلال الإسرائيلي داخل الأراضي السورية، مؤكدًا أن وحدة أراضي سوريا وسيادتها ستظل دائمًا عنصرًا أساسيًا ستدافع عنه إسبانيا.
كما جدد رفض بلاده القاطع لأي تدخل خارجي في سوريا، مشددًا على أن ذلك “ليس في مصلحة سوريا أولًا، ولا في مصلحة أمن الشرق الأوسط والشعب الإسرائيلي”.
وأضاف أن إسبانيا تأمل في الوصول إلى سوريا ذات سيادة في أقرب وقت، مع سلطة سورية تسيطر على جميع أراضي البلاد، وانسحاب جميع القوى الأجنبية منها.
التعاون مع تركيا في سوريا
شدد ألباريس على ضرورة توحيد جهود الاتحاد الأوروبي مع تركيا لتحقيق الاستقرار في سوريا، قائلاً: “للوصول إلى سوريا مستقرة وسلمية وشاملة، يتعين على إسبانيا والاتحاد الأوروبي توحيد جهودهما مع تركيا”.
وأوضح أن الدور التركي في سوريا والشرق الأوسط “يحمل أهمية كبيرة ويُقدّر بشكل خاص من قِبل إسبانيا”، مضيفًا أن بلاده ستقيم تعاونًا استثنائيًا مع تركيا بشأن سوريا.
كما أكد ألباريس أنه يجري مباحثات متكررة مع نظيره التركي هاكان فيدان، قائلاً: “أستفيد من وجهات نظره لأنه مطّلع جيدًا على الأوضاع في تلك المنطقة، وهذا أمر مهم جدًا بالنسبة لي”
يُذكر أن وزير الخارجية الإسباني يعتزم زيارة سوريا ولبنان يومي 15 و16 كانون الثاني الجاري، للقاء مسؤولي الإدارة السورية الجديدة، وذلك في أول زيارة لوفد إسباني بعد سقوط نظام الأسد.