زارت حاجة لحبيب، عضو المفوضية الأوروبية لشؤون المساواة والاستعداد وإدارة الأزمات، أنقرة عقب اجتماعاتها في دمشق، حيث ركزت محادثاتها على إعادة إعمار سوريا.
وفي إطار زيارتها الأولى إلى تركيا بعد توليها المنصب في الأول من كانون الأول، اجتمعت لحبيب مع نائب الرئيس التركي جودت يلماز ووزير الخارجية هاكان فيدان.
وأشار جودت يلماز، في منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي بعد لقائه مع لحبيب، إلى أن التحديات الإقليمية والتطورات العالمية أظهرت مرة أخرى الأهمية الاستراتيجية للتعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي، مشدداً على أهمية تناول العلاقات بمنظور أوسع. وأكد أن التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي يحمل أهمية حاسمة للسلام والاستقرار الإقليمي وكذلك لحل القضايا العالمية.
وبدوره، صرح وزير الخارجية هاكان فيدان بعد الاجتماع أن الهدف هو خروج سوريا من العقوبات وعودة اقتصادها إلى طبيعته، مع تحسين البيئة الاقتصادية وإعادة البناء، بما يسهم في تحقيق التنمية ويتيح العودة الآمنة للملايين من اللاجئين الذين أُجبروا على مغادرة ديارهم. وأكد استمرار التعاون مع الاتحاد الأوروبي لتحقيق هذه الأهداف.
“التعاون مع تركيا ذو أهمية كبيرة”
وقالت حاجة لحبيب، عضو المفوضية الأوروبية لشؤون المساواة والاستعداد وإدارة الأزمات: “تركيا لا تزال دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وشريكاً رئيسياً للاتحاد. تسود المنطقة حالة من الاضطراب الجيوسياسي، ومن منظور الاتحاد الأوروبي فإن التعاون مع تركيا ذو أهمية كبيرة. في هذا الإطار، من المهم بالنسبة لنا أن نقدم استجابة كافية للوضع هنا، وأن ننقل جهود المجتمع الدولي للمساعدات”.
وأوضحت لحبيب أن الاتحاد الأوروبي أعلن عن حزمة مساعدات بقيمة 235 مليون يورو لتلبية احتياجات المدنيين في سوريا.
وأضافت: “الأزمة الإنسانية ما زالت تؤثر على ملايين السوريين. الاتحاد الأوروبي سيواصل جهوده لتخفيف المعاناة وتلبية الاحتياجات الأساسية للناس. تركيا تلعب دوراً مهماً جداً في إنشاء ممرات المساعدات الإنسانية، وهي شريك ذو دور رئيسي في إيصال المساعدات العاجلة إلى سوريا”.
وزارت لحبيب مركز المجتمع التابع لجمعية التنمية الاجتماعية والتضامن (SGDD-ASAM) في منطقة “ألطن داغ” في أنقرة، حيث التقت لاجئين استفادوا من مشروع يتم تمويله بشكل مشترك من قبل عمليات المساعدات الإنسانية للاتحاد الأوروبي.
ما هي المواضيع التي نوقشت مع لحبيب؟
ووفقاً لمعلومات حصلت عليها (DW) التركية، تمت مناقشة الوضع الإنساني في غزة بشكل جانبي مع حاجة لحبيب، بينما كان التركيز الأساسي على الملف السوري.
وخلال المحادثات، أكدت تركيا أهمية اتخاذ المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي، خطوات عاجلة دون تأخير في إعادة إعمار سوريا، مشددة على استعدادها للتعاون في مشاريع البنية التحتية وإيصال المساعدات الإنسانية. كما تم بحث الخطوات المشتركة الممكنة لضمان “عودة آمنة وطوعية ومنظمة” للسوريين إلى بلادهم.
وفي سياق المحادثات، أوضح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان توقعات تركيا من الاتحاد الأوروبي بشأن القضاء على التهديد الإرهابي القادم من سوريا. كما جدد دعوته إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا، خاصة في القطاعات الحيوية.
من جهة أخرى، تناولت المحادثات العلاقات التركية-الأوروبية، حيث أكد فيدان أهمية عقد اجتماعات مجلس الشراكة التركي-الأوروبي والحوار رفيع المستوى، مشيراً إلى أن زيادة التواصل بين الطرفين تكتسب أهمية للتعاون في المرحلة الحالية.
ويُذكر أن لحبيب زارت سوريا في 17 كانون الثاني قبل زيارتها إلى أنقرة، حيث اطلعت على الأوضاع هناك والتقت رئيس الإدارة المؤقتة أحمد الشرع.
وأعلنت خلال هذه الزيارة عن تقديم الاتحاد الأوروبي مساعدات إنسانية بقيمة 235 مليون يورو للسوريين في سوريا والدول المجاورة بحلول عام 2025. كما نشرت رسالة دعم لإعادة إعمار سوريا من ساحة الأمويين في دمشق عبر فيديو شاركته على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي.