أخبار سوريا

وزير خارجية هولندا: سأزور دمشق بعد اجتماع “بروكسل” بشأن سوريا

يعتزم وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب زيارة دمشق “قريباً” بعد مشاركته في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي المزمع عقده يوم غد الإثنين، لبحث الوضع في سوريا ورفع بعض العقوبات عنها.

ونقلت وسائل إعلام هولندية عن وزير الخارجية كاسبر فيلدكامب قوله خلال مناقشة في مجلس النواب حول الشرق الأوسط، إنه يريد زيارة سوريا “قريباً”.

ورفضت الناطقة باسم وزارة الخارجية الهولندية تيسا فان ستيدين رداً على سؤال لموقع تلفزيون سوريا الإفصاح عن أي معلومات فيما يخص الزيارة المرتقبة.

ومضى أكثر من ثلاثة عشر عاماً على آخر زيارة لوزير هولندي لسوريا، وأغلقت هولندا سفارتها في دمشق في عام 2012، بعد عام من اندلاع الثورة في البلاد.

وقال وزير الخارجية الهولندي في مجلس النواب قبل أيام “لا يبدو أن هناك قدرا كبيرا من القمع”، مضيفاً بأن الموقف تجاه النساء والأقليات هو بمثابة “اختبار حاسم” للنظام الجديد.

كيف سيكون موقف هولندا خلال اجتماع بروكسل؟

سيعمل فيلدكامب خلال الاجتماع في بروكسل على الدعوة إلى رفع مشروط للعقوبات القطاعية المفروضة على سوريا التي ستساهم في جانب من إعادة الإعمار، على سبيل المثال في مجال البنية التحتية والطاقة بشكل مؤقت ومشروط، ولكن ستظل العقوبات على الأسلحة والتكنولوجيا الحساسة سارية المفعولة.

وأضاف وزير الخارجية الهولندي أن العقوبات المفروضة على الأفراد والمنظمات ستظل سارية المفعول أيضاً، كما أنه يريد “الاحتفاظ بالقدرة على إعادة فرض العقوبات بسرعة إذا فشلت هيئة تحرير الشام في الوفاء بوعودها”.

وتؤكد الحكومة الهولندية على ضرورة إقامة حوار سياسي سوري بقيادة سورية، بدعم من الأمم المتحدة، بروح قرار مجلس الأمن رقم 2254، حيث يعتبر احترام الأقليات المختلفة، بما في ذلك “المسيحيين والأكراد”، أمراً مهماً.

كما أكدت الحكومة أنها ستواصل مراقبة الوضع ولن تتردد في فرض عقوبات مستقبلية إذا كان هناك سبب للقيام بذلك.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، زار المبعوث الهولندي الخاص خيس خيرلاخ دمشق ونقل المبعوث الهولندي رسالة من وزارة الخارجية الهولندية تؤكد على أهمية التوصل إلى الاتفاق على ضرورة الانتقال السياسي الشامل وحماية “الأقليات” في سوريا.

وكانت زيارة المسؤول الهولندي تهدف لاستكشاف كيف يمكن دعم التحول السياسي من قبل هولندا والاتحاد الأوروبي، بحسب الخارجية الهولندية.

بالإضافة إلى ذلك، نقل المبعوث الهولندي وفق وزير الخارجية “رسالة مفادها أن هولندا لا تزال ملتزمة بالسعي لتحقيق العدالة فيما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان التي تم ارتكابها”.

وقال وزير الخارجية الهولندي فيلدكامب في رسالة إلى مجلس النواب عن الزيارة “إن التحول السياسي الشامل الذي يقوده السوريون أنفسهم مهم لتحقيق الاستقرار المستدام في سوريا”.

وأضاف المسؤول الهولندي أن “تعزيز الاستقرار في سوريا يصب أيضاً في المصلحة الهولندية، على سبيل المثال في مجالات مكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين”.

المبعوث الهولندي: “الوضع الأمني غير مستقر”

وفي تصريحات صحفية نقلتها وسائل إعلام هولندية بعد زيارته العاصمة دمشق أكد المبعوث الهولندي الخاص أن “الوضع الأمني لا يزال غير مستقر للغاية”.

ووصف خيرلاخ الوضع المأساوي في البلاد وقال إنه “لا يوجد كهرباء ولا ماء تقريباً.. ويعتبر السكن أيضاً مشكلة كبيرة”، مشيراً إلى أن “نحو 60 بالمئة من السكان يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدات الغذائية، وأن 90 بالمئة يعيشون تحت خط الفقر”.

وعلق المبعوث الهولندي على تصريحات الإدارة السورية الجديدة عن رغبتها في إشراك جميع الفئات في حكم البلاد وإصلاح النظام القانوني وقال “علينا أن نرى أولا، ثم نصدق”.

من جانبه قال ليكس جيرتس من مديرية الاستقرار والمساعدات الإنسانية في وزارة الخارجية الهولندية إن “تنظيم داعش لا يزال نشط في أجزاء من سوريا، علاوة على ذلك، فإن الوضع الإنساني والاقتصادي في البلاد سيء للغاية”.

وبالعودة لاجتماع الاتحاد الأوروبي ترغب بعض الدول الأوروبية في التحرك السريع لتعليق العقوبات الاقتصادية بهدف دعم العملية الانتقالية في سوريا، فيما تريد دول أخرى ضمان احتفاظ الاتحاد الأوروبي بنفوذه في العلاقة مع الإدارة الجديدة في دمشق حتى لو تم تخفيف بعض العقوبات.

وخلال الشهر الجاري دعت 6 دول أوروبية وهي “ألمانيا وفرنسا وهولندا وإسبانيا وفنلندا والدانمارك”، الاتحاد الأوروبي إلى تعليق عقوباته على سوريا بشكل مؤقت في بعض المجالات منها الطاقة، والنقل وخدمات البنوك.

وتتضمن العقوبات المفروضة من الإتحاد الأوروبي حالياً حظراً على الواردات من النفط السوري وتجميد أي أصول لمصرف سورية المركزي في الدول الأوروبية.

وتسعى الإدارة السورية الجديدة عبر اللقاءات المتواصلة مع المسؤوليين الأوروبيين والعرب لإلغاء العقوبات المفروضة على سوريا ورفع هيئة “تحرير الشام” من قوائم الإرهاب وإعادة العلاقات بين سوريا ودول العالم لا سيما الدول الأوروبية وذلك بهدف إعادة بناء ما دمره النظام البائد والتخفيف من معاناة ملايين السوريين في البلاد المنهكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى