
أعلنت “الإدارة الذاتية” في سوريا عن خطتها لإخلاء المخيمات شمال شرق البلاد من آلاف النازحين السوريين والعراقيين، بمن فيهم أفراد يُعتقد بارتباطهم بمقاتلي تنظيم الدولة “داعش”، بحلول نهاية العام الجاري، بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وقال شيخ موس أحمد، مسؤول في “الإدارة الذاتية” لوكالة (فرانس برس) الفرنسية: “الإدارة الذاتية تعمل على إخلاء المخيمات من السوريين والعراقيين في عام 2025… بالتنسيق مع الأمم المتحدة”.
وأوضح أن المخيمات والسجون التي تديرها “الإدارة الذاتية” تضم نحو 56 ألف شخص، بينهم العديد من الأشخاص الذين يُشتبه بارتباطهم بتنظيم الدولة، وذلك بعد أكثر من خمس سنوات من هزيمة التنظيم في سوريا.
وأضاف أحمد أن مخيم الهول، الواقع شمال شرق سوريا، يُعد الأكبر في المنطقة، حيث يعيش فيه أكثر من 40 ألف محتجز من 47 دولة في ظروف إنسانية صعبة.
ووفقاً لإحصائيات عام 2024، يضم المخيم أكثر من 20 ألف عراقي و16 ألف سوري. وأشار مصدر أمني عراقي إلى أن حوالي 12 ألف عراقي غادروا المخيم منذ عام 2021، بينما لا يزال نحو 17 ألفاً داخله.
خطة لتسهيل “العودة الطوعية”
وتطرقت “الإدارة الذاتية” إلى خطة لتسهيل العودة الطوعية لسكان مخيم الهول ومخيمات أخرى إلى مناطقهم الأصلية. وأوضح أحمد: “بعض العراقيين غادروا المخيم بالفعل، بينما لا يزال القرار بشأن السوريين قيد الدراسة”.
وأشار أيضاً إلى أن “آلية العودة والخروج تُنسق مع مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومنظمات أخرى”، مشيراً إلى أن هذه الجهود تشمل “عدداً كبيراً جداً من الأشخاص”.
أما بالنسبة للمحتجزين الأجانب من دول أخرى، فقد أكد أحمد أن “وجود الأجانب الآخرين في مخيم الهول مسألة دولية مرتبطة بالدول التي لها إشراف على المخيم وكذلك بالمقاتلين المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية”.
وأوضح أن بعض الدول أعادت مواطنيها من المخيم، لكنه أضاف: “معظم الدول لم تنفذ أي انسحاب حتى الآن”.
“الدعم مازال قائماً”
وشدد أحمد على أن المبادرة تأتي وسط تطورات سياسية وأمنية، بما في ذلك المحادثات بين الحكومة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) حول مستقبل “الإدارة الذاتية”، فضلاً عن الاشتباكات المستمرة بين القوات الكردية والفصائل الموالية لتركيا في الشمال.
وفيما يتعلق بالأسباب وراء هذه الجهود، نفى أحمد أن تكون تخفيضات المساعدات الأميركية هي الدافع الرئيسي، قائلاً: “المنظمات التابعة للأمم المتحدة والمحلية لا تزال تقدم الدعم، والإدارة الذاتية تواصل تقديم الخدمات للمخيمات”.
يأتي ذلك بعد تحذيرات من منظمة هيومن رايتس ووتش من أن تعليق المساعدات الأميركية مؤخراً قد يؤدي إلى تفاقم “الظروف التي تهدد الحياة” في المخيمات.
وختم أحمد تصريحه بالقول إن هذه الخطوة تأتي في سياق التحول نحو إعادة الإعمار في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول من العام الفائت.