
دعت المملكة المتحدة الأمم المتحدة إلى “لعب دور حيوي في استقرار سوريا وإعادة إعمارها”، مشددة على أن “التحول السياسي في سوريا لا يمكن أن يتحمل الفشل”.
وفي كلمة خلال جلسة مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا، أمس الأربعاء، قالت المندوبة الدائمة للملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، باربرا وودوارد، إن “ما يزيد عن شهرين مر منذ أن سيطرت السلطات المؤقتة على دمشق، مما يوفر الأمل بمستقبل أكثر إشراقاً وأكثر سلاماً للشعب السوري”.
وأعربت وودوارد عن ترحيبها “بالجهود التي بذلت خلال الأسابيع التي تلت ذلك، وبتعهدات السلطات المؤقتة بتشكيل حكومة انتقالية شاملة، تؤدي إلى إجراءات انتخابية حرة ونزيهة”.
كما أعربت عن ترحيبها بالتعاون بين مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، غير بيدرسن، ومكتبه مع السلطات المؤقتة في سوريا، وخططه للعودة إلى دمشق قريباً، مشددة على أن “التحول السياسي في سوريا لا يمكن أن يتحمل الفشل”.
وذكرت وودوارد أنه “بينما يتخذ السوريون الخطوات التالية نحو العملية السياسية، فإننا نتوقع أن نشهد تعيينات في الحكومة الانتقالية والمجلس التشريعي واللجنة التحضيرية التي تم الإعلان عنها مؤخراً، والتي تمثل تنوع المجتمع السوري”.
وأضافت السفيرة البريطانية أنه “نأمل أن تكون هناك عملية واضحة وجدول زمني للمرحلة المقبلة من العملية الانتقالية، يحترم حقوق وسلامة جميع السوريين”.
الندوب العميقة لا يمكن شفاؤها في أشهر
وأكدت وودوارد أن “السوريين يجب أن يرسموا مستقبلهم بأنفسهم، وأن العملية السياسية يجب أن تكون مملوكة لسوريا وبقيادة سورية”، مضيفة أنه “من الضروري أن يتدخل المجتمع الدولي ويقدم الدعم لأن التحديات هائلة والاحتياجات الإنسانية حادة”.
وشددت على ضرورة أن “تلعب الأمم المتحدة، إلى جانب المجتمع الدولي، دوراً حيوياً في دعم السوريين لتحقيق الاستقرار، ثم إعادة بناء بلدهم”.
واعتبرت السفيرة البريطانية أن “الندوب العميقة والأضرار الناجمة عن أكثر من عقد من الصراع لا يمكن شفاؤها في غضون أشهر”.
وأشارت إلى تعهد المملكة المتحدة، بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، بتقديم أكثر من 3.7 مليون دولار لمبادرة “الحبوب من أوكرانيا”، التي من شأنها تمكين أوكرانيا من دعم السوريين الأكثر ضعفاً وتخفيف معاناتهم.
وأكدت السفيرة البريطانية على تأييد دعوة المبعوث الأممي إلى “ضرورة اغتنام هذه الفرصة لتوسيع نطاق برامج التعافي المبكر والتنمية المستدامة لتمكين السوريين من إطعام أنفسهم، والحفاظ على الكهرباء، وخلق فرص العمل، وبناء مستقبل أفضل”.
تدمير السلاح الكيميائي المتبقي
وفي سياق ذلك، أعربت وودوار عن ترحيبها بالزيارة التي قام بها المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى دمشق، في 8 شباط الجاري، معتبرة أن ذلك “يمثل خطوة إيجابية إلى الأمام”.
وأكدت السفيرة البريطانية لدى الأمم المتحدة أنه “يجب علينا أن نستغل هذه الفرصة والعمل لدعم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وسوريا للإعلان عن برنامج الأسلحة الكيميائية المتبقي وتدميره، من أجل سوريا أكثر استقراراً وأمناً”.