وصل وفد من اليهود السوريين إلى العاصمة دمشق بعد نحو 33 عاماً على مغادرتهم سوريا، وأجرى الوفد زيارات إلى مواقع تاريخية وثقافية، فضلاً عن لقاءات أجراها مع الحكومة السورية الجديدة.
وضم الوفد شخصيات بارزة من الجالية اليهودية السورية في الولايات المتحدة، بينهم أبرز وجوه الطائفة، الحاخام يوسف حمرا، والحاخام آشر لوباتين، إلى جانب عدد من السوريين اليهود المقيمين هناك.
وزار الحاخام يوسف حمرا، برفقة مجموعة من اليهود، مواقع ذات أهمية تاريخية وثقافية، مثل مقابر اليهود السوريين وكنيسي الفرنج والراكي، ومدرسة ابن ميمون اليهودية، ومعبد جوبر الذي دمره النظام المخلوع خلال الحرب في سوريا.
وعقب زيارته لحيه والكنيس، قال الحاخام يوسف حمرا، وهو أحد زعماء الطائفة اليهودية السابقين في سوريا، إنه عاد إلى منزله في دمشق بعد 33 عاماً، مضيفاً أنه “لم أتمكن من التعرف إلى المنزل الذي بنيته بيدي، لكن ما تغير حقاً هو البلد نفسه”.
وأكد الحاخام حمرا، الذي غادر سوريا مع عائلته في العام 1992، أن “دفء الشعب السوري بقي كما هو”، مشيراً إلى أنه “حاول العودة إلى دمشق منذ عام ونصف، ولكن النظام المخلوع لم يسمح لي بذلك”.
تعهدات بحماية التراث اليهودي في سوريا
وأجرى وفد اليهود السوريين لقاءات مع الحكومة السورية، بما في ذلك لقاء مع نائب وزير الخارجية السوري، الذي أكد أن “كافة الطوائف في سوريا سوف تلعب دوراً في مستقبل البلاد”، وفق ما نقلت وكالة “رويترز”.
وقال هنري حمرا، نجل الحاخام يوسف حمرا، والذي يبلغ من العمر الآن 48 عاماً، إن وزارة الخارجية السورية تعهدت بحماية التراث اليهودي في سوريا.
وأكد هنري حمرا أن يهود سوريا “بحاجة إلى مساعدة الحكومة، ونحن بحاجة إلى أمن الحكومة وهذا سوف يحدث”.
“وطنكم آمن وبإمكانكم العودة”
وغادر يهود سوريا، الذين كانوا يبلغ عددهم بضعة آلاف، في العام 1992، بعد رفع حافظ الأسد حظر السفر على السكان اليهود ولم يبق في العاصمة السورية سوى أقل من عشرة يهود.
واستقر يهود سوريا في بلدان أوروبية مختلفة، دون أن يتمكنوا من العودة لسنوات، فيما منع نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، عودتهم، واستولى على ممتلكاتهم.
وعقب سقوط بشار الأسد، في كانون الأول الماضي، بدأت عائلة حمرا في التخطيط للزيارة إلى دمشق بمساعدة المنظمة السورية للطوارئ، وهي مجموعة ضغط مقرها الولايات المتحدة.
وقال مدير فريق الاستجابة للطوارئ في سوريا، معاذ مصطفى، إن هذا الوفد اليهودي الأول الذي يعود إلى سوريا منذ 33 عاماً.
وأكد مصطفى أن الحكومة الجديدة تدعم عودة جميع السوريين إلى البلاد، مشيراً إلى أنه “بقي عدد قليل جداً من اليهود في سوريا، ونحن نهدف إلى إعادة بناء الكنس اليهودية وحشد المجتمع الدولي لرفع العقوبات”.
وفي رسالة وجهها إلى اليهود السوريين في مختلف أنحاء العالم، قال مدير فريق الاستجابة للطوارئ في المنظمة السورية للطوارئ إن “وطنكم آمن، وبإمكانكم العودة”.
