أخبار سوريا

بعد تخريب ثكنات وتفكيك ألغام.. الاحتلال الإسرائيلي ينسحب من شمالي درعا

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، من محيط تل المال والسرية العسكرية السابقة بريف درعا الشمالي، وذلك عقب عملية توغل استمرت لساعات، نفذت خلالها تخريباً في ثكنات عسكرية وأزالت عدداً من الألغام قرب مرتفعات الجولان السوري المحتل.

وقالت شبكة “درعا 24” المحلية إن الانسحاب جاء بعد عمليات تخريب وحفريات غامضة، حيث أفاد سكان محليون بسماع أصوات تحركات لجرافات وعمليات حفر خلال وجود القوات الإسرائيلية، ما يرجح قيامها بتدمير مواقع عسكرية قديمة أو التخلص من بقايا أسلحة.

وتزامن التوغل مع تحليق مكثف للطيران المروحي والاستطلاعي في ريفي درعا الغربي والشمالي، إضافة إلى محافظة القنيطرة، فيما استمر طيران الاستطلاع لأكثر من خمسة أيام.

تفكيك ألغام قرب الجولان المحتل

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية أنها نفذت أنشطة لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة في منطقة عين زيوان بمرتفعات الجولان المحتل.

وجاء في بيان الوزارة: “في إطار العمليات المخطط لها، سيتم سماع دوي انفجارات وستظهر سحب من الدخان في المنطقة”.

وتعد مرتفعات الجولان من أكثر المناطق تلوثاً بالألغام، نتيجة الحروب السابقة، وقد كثفت إسرائيل جهودها لإزالتها في السنوات الأخيرة، لا سيما في المناطق القريبة من عين زيوان، وهي إحدى القرى المحتلة والمدمرة التابعة لمحافظة القنيطرة، بحسب صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل”.

ما الرسائل وراء التحركات؟

رغم أن عمليات إزالة الألغام ليست جديدة في الجولان، فإن التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة تثير تساؤلات بشأن الدوافع السياسية والعسكرية وراءها.

ووفقاً لـ “ذا تايمز أوف إسرائيل”، شوهدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على بعد 13 كيلومتراً داخل سوريا، ما دفع بعض المحللين إلى التكهن بأن إسرائيل قد تسعى لإنشاء منطقة حكم ذاتي درزية جنوبي سوريا، بهدف عزل المناطق الحدودية، وإقامة حاجز أمني بين إسرائيل والجيش السوري الجديد.

تصعيد إسرائيلي في الجنوب السوري

وشهدت الأسابيع الماضية تصعيداً إسرائيلياً ملحوظاً في جنوب سوريا، حيث شنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة استهدفت مواقع، وترافقت هذه الغارات مع استمرار التوغلات البرية الإسرائيلية داخل المنطقة العازلة، حيث استولى الاحتلال على مواقع استراتيجية، من بينها قمة جبل الشيخ، وواصل توسيع وجوده العسكري في محافظة القنيطرة.

وفي موازاة ذلك، تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي على بناء قواعد عسكرية جديدة تمتد من جبل الشيخ إلى حوض اليرموك، حيث يجري تجهيز هذه المواقع بالبنية التحتية، بما في ذلك الكهرباء والمرافق السكنية للعناصر، إلى جانب شق طرق باتجاه الحدود السورية. وتأتي هذه التحركات في وقت تتزايد فيه التهديدات الإسرائيلية بتوسيع نطاق عملياتها العسكرية داخل سوريا، وسط تساؤلات حول الأهداف الاستراتيجية لهذه الخطوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى