
قال وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إن الزيارة التاريخية إلى باريس برفقة الرئيس أحمد الشرع، شكلت نقطة تحول في ملف رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وتعزيز الأمن الإقليمي، وخلق بيئة دائمة للسلام والاستثمار التجاري في المنطقة.
وأضاف الوزير الشيباني في ختام الزيارة الرئاسية إلى فرنسا بتغريدة على حسابه بموقع “إكس”، يوم الأربعاء، أن نجاح هذه الزيارة لا يقتصر على المستوى السياسي فقط، بل يعكس أيضاً الإرادة المستمرة في تعزيز بناء علاقاتنا الدولية على أسس قوية من التعاون المشترك والاحترام المتبادل مع الجميع.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد نظم للشرع استقبالاً رسمياً في باحة قصر الإليزيه، حيث صافحه بحضور ثلة من حرس الشرف.
وعقد الرئيسان الفرنسي والسوري لقاء امتد زهاء ساعتين، تلاه مؤتمر صحفي مشترك، في القصر الرئاسي بباريس.
الشرع بحث مختلف الملفات مع ماكرون
وأعرب الرئيس السوري عن شكره نظيره الفرنسي والشعب الفرنسي على استضافة اللاجئين السوريين خلال سنوات الحرب، مشيراً إلى أن اسم سوريا ارتبط بالحرب والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، وأن النظام السابق مارس الاستبداد ضد جميع السوريين.
وأكد الشرع أن الشعب السوري بذل كل ما يلزم من أجل البقاء دون التخلي عن إنسانيته، مشدداً على أن سلامة السوريين أولوية قصوى، وأن السوريين قادرون على إعادة بناء ما دمره النظام السابق.
وأوضح أنه بحث مع الرئيس الفرنسي قضايا الأمن وإعادة الإعمار، مشيراً إلى محاولات استيعاب مرحلة ما بعد الحكم الاستبدادي الذي استخدم الطائفية سلاحاً، وفتح الأبواب أمام لجنة تحقيق دولية بشأن الهجمات الطائفية.
وأكد الشرع على تعاون الحكومة السورية مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن تدمير مخزون الأسلحة الكيميائية، مشيراً إلى أنه أظهرنا أننا شريك جاد في مكافحة المخدرات.
رفع تدريجي للعقوبات
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن فرنسا لا تسعى لإملاء الدروس على سوريا، بل تشارك الشعب السوري تطلعاته العادلة، مشيراً إلى أن فرنسا تسعى إلى رفع تدريجي للعقوبات.
وقال ماكرون إن فرنسا ستعمل مع الشركاء الأميركيين والأمم المتحدة من أجل دعم سوريا، لكنه أكد على ضرورة عدم إفلات أي مسؤول عن المجازر من العقاب.
ووصف الرئيس الفرنسي الاتفاق القائم بين الحكومة السورية و”قوات سوريا الديمقراطية” بأنه “مهم جداً”، مشيراً إلى أنه “أكدت للرئيس السوري أننا سنلاقيه في منتصف الطريق إذا واصل السير على نهجه”.
وذكر ماكرون أن “داعش ما زال يشكل تهديداً”، وأن فرنسا تريد من سوريا أن “تكافح جميع الفصائل الإرهابية”، مشدداً على أهمية دعم المجتمع الدولي لجهود إعادة بناء البلاد.