أخبار سوريا

رغم تقليص المساعدات الأمريكية.. مؤتمر بروكسل يجمع تعهدات جديدة لسوريا

تشارك الحكومة السورية، اليوم الاثنين، في مؤتمر سنوي لجمع تعهدات بالمساعدات لسوريا، وسط توقعات بتراجع حجم التعهدات المالية مقارنة بالسنوات الماضية، في ظل تحديات إنسانية وأمنية تواجهها البلاد عقب الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وقالت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي: “هذا وقت احتياجات ماسة وتحديات بالنسبة لسوريا، كما يتضح بشكل مأساوي من موجة العنف الأخيرة في المناطق الساحلية”.

وأضافت: “إنه أيضاً وقت للأمل”، في إشارة إلى الاتفاق المبرم في 10 آذار لدمج قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة ضمن مؤسسات الدولة الجديدة.

تراجع التعهدات المالية بسبب خفض المساعدات الأميركية

ويتوقع المسؤولون الأوروبيون أن تشهد تعهدات المانحين انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالمؤتمرات السابقة، نتيجة خفض الولايات المتحدة لمساعداتها الإنسانية والتنموية.

وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي للمساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات، حجة لحبيب، اليوم الاثنين قبيل انطلاق المؤتمر: “الاتحاد الأوروبي ملتزم بدعم الشعب السوري ومستعد للمشاركة في تعافي سوريا، لكننا لا نستطيع سد الفجوة التي تركها الآخرون”.

من جانبه، قال غير بيدرسون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، إن تصاعد العنف في المناطق الساحلية ربما يؤثر على حجم التعهدات، لكنه أشار إلى أن السبب الرئيسي لتراجع التمويل يعود إلى “الصراعات العالمية الأخرى وخفض المساعدات الأميركية”.

وأوضح: “ما يحدث داخل سوريا له تأثير، ولكن لنكن صادقين، فحتى بدون هذه الأحداث، سيكون التمويل أقل مما كان عليه في السنوات السابقة”.

وتابع: “لماذا؟ بالطبع لأن سوريا، كما تعلمون، تتزاحم مع (صراعات) في مناطق أخرى”، مشيرًا إلى الحروب في السودان وغزة وأوكرانيا كأسباب رئيسية لتحول اهتمام الدول المانحة.

حضور رسمي موسع وتوقعات بتحديات دبلوماسية

ويشارك في المؤتمر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، إلى جانب عشرات الوزراء الأوروبيين والعرب وممثلي المنظمات الدولية.

ويرى مسؤولون في الاتحاد الأوروبي أن الحدث يحمل أهمية خاصة هذا العام، إذ إن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترمب تقوم بتخفيضات واسعة في برامج المساعدات الإنسانية والتنموية، مما يضع مزيداً من الضغوط على المانحين الآخرين لتعويض العجز المتوقع.

في مؤتمر العام الماضي، بلغ إجمالي التعهدات 7.5 مليار يورو (8.1 مليار دولار)، منها 2.12 مليار يورو التزم بها الاتحاد الأوروبي لعامي 2024 و2025.

ولكن مع تراجع الالتزامات المالية هذا العام، قد لا تتمكن الجهات الإنسانية من تلبية الاحتياجات المتزايدة في سوريا، حيث تشير بيانات الاتحاد الأوروبي إلى أن 16.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، من بينهم 12.9 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات غذائية.

وحذر بيدرسون من تداعيات خفض الدعم قائلاً: “في حين تتزايد الاحتياجات، يتناقص الدعم. وإنه لأمر مأساوي بالطبع، لأننا نعلم أن الأشهر القليلة المقبلة ستكون حاسمة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى