
أكد محافظ دير الزور غسان السيد أحمد، أن وزارة الطاقة في الحكومة السورية ستتولى الإشراف الكامل على آبار النفط الواقعة في شمال شرقي سوريا، مشيراً إلى أنهم يواصلون العمل لتأهيل البنية التحتية للشبكة الكهربائية في المنطقة.
جاء ذلك في تصريحات لوكالة الأناضول، اليوم الإثنين، تطرّق فيها أحمد إلى ملفات عدة أبرزها العمليات الأمنية في شرقي سوريا والواقع الخدمي، والاتفاق المبرم بين الحكومة و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وبشأن واقع الخدمات في المحافظة، أفاد أحمد بتفعيل مركز الأحوال المدنية الأساسي في مركز المدينة، من خلال استخدام أجهزة حديثة بعد تحطم سابقاتها على يد النظام المخلوع أو فلوله. وأضاف أن السجلات المدنية “سليمة وليس هناك ضياع في الوثائق الرسمية التي تخص المواطنين”.
وأشار إلى تفعيل العديد من مراكز الأحوال المدنية الأخرى، مبيناً أن الخطة العامة هي أن تكون كل مراكز الأحوال المدنية قيد الخدمة خلال شهرين. وقال إنهم لم يباشروا باستصدار بطاقات الهوية الشخصية، مبيناً أن ذلك يتطلب نظاماً موحداً على مستوى الجمهورية وأن العمل جار لإنجاز ذلك أيضاً.
استئناف عمل الجسور بين ضفتي الفرات
وعلى صعيد النقل والمواصلات، قال أحمد إنه كان هناك انقطاع كامل بين ضفتي دير الزور التي يفصل بينهما نهر الفرات، وذلك إثر تفجير الجسر الترابي سابقاً. وأضاف أنهم استقدموا معدات وقطع تبديل من محافظة حمص لإعادة تأهيل الجزء الحديدي من الجسر الترابي الذي تم تدشينه للخدمة منذ قرابة أسبوعين.
وأكد أنهم يواصلون العمل على إعادة تأهيل جسور أخرى في المحافظة حيث تعمل الفرق المختصة على معالجة الأمر، فيما هناك بعض الجسور التي تحتاج إلى شركات متخصصة وموارد أكبر لإعادة تأهيلها وافتتاحها للخدمة.
آبار النفط في دير الزور
وبشأن مصير آبار النفط في دير الزور، قال المحافظ إنه من خلال الاتفاق المبرم بين حكومة دمشق و”قسد”، ستتولى وزارة النفط الإشراف الكامل على الآبار “التي هي من مقدرات الشعب السوري وليست لفئة معينة دون أخرى”.
ولم تخضع الآبار منذ سنوات لتأهيل أو صيانة، ما نجم عن ذلك توقف بعضها عن العمل، وفق المحافظ.
وأعلن أنه تم التواصل مع كل الكوادر والعمال في المنشآت النفطية بمنطقة الجزيرة من أجل تحضير أنفسهم لسيطرة وزارة النفط على المنشآت “في وقت قريب جدا”.
ومضى قائلا: “إشراف وزارة النفط على الآبار سيعيد لسوريا أموالا ضخمة تساهم في بنائها وإعادة إعمارها”.
الخدمات الكهربائية والاتصالات
وحول خدمات الطاقة الكهربائية، أفاد أحمد أنهم أناروا كافة شوارع المحافظة بما فيها الأحياء المدمرة. وأشار إلى استمرارهم في العمل على تأهيل البنية التحتية للشبكة الكهربائية بما يسمح لها استقبال حجم أكبر من الطاقة، وخاصة بعد حصول المحافظة على تعهد من وزارة الكهرباء السورية بتزويدها بـ70 ميغاواط على مراحل.
وشدد أيضاً على أن إحدى أكبر المشكلات التي تعاني منها المحافظة هي الاتصالات، مرجعاً سبب ذلك إلى الانقطاع المتكرر لكبل الألياف الضوئية الواصل بينها وبين المحافظات الأخرى وذلك “بسبب رداءة نوعه المصنّع إيرانياً”.
ولفت إلى الحاجة لاستبدال هذا الكابل لمواجهة مشكلة الانقطاع المتكرر والمكثف للاتصالات والذي يؤدي أحياناً إلى انقطاع كامل، بحسب قوله.
الخبز والأفران
وبالنسبة لأفران الخبز العاملة في المحافظة، أوضح أحمد أنهم رصدوا بعد دخول دير الزور رداءة الخبز المنتج، الأمر الذي عالجوه باستقدام كميات كبيرة من الطحين التركي وتوزيعه على الأفران.
وأكد أنه لا توجد حالياً أي مشاكل متعلقة بتوفر الخبز، وأن الكل بإمكانه الوصول إلى الخبز دون تشكل طوابير طويلة أمام الأفران.
الواقع الأمني
وعن الخطط الأمنية، قال أحمد إن مراكز الشرطة وإدارة الأمن العام جرى تفعيلها لتعميم الأمن في المحافظة، مع استمرار دورات الانتساب للأمن العام. وأضاف أن هناك تحسن مستمر في الخدمات الأمنية، بموازاة ملاحقة فلول النظام وشبكات المخدرات والجرائم.
كما شدد على وجود رقابة على الحدود مع العراق، لا سيما في ظل وجود مخاطر حدودية جراء الميليشيات والجماعات الخارجة عن القانون. وأكد على عدم تسجيل أية حوادث أمنية على الطرق الواصلة بين دير الزور والمناطق الغربية، خلال الفترة الأخيرة.
“شعب الجزيرة يتوق إلى الحرية”
محافظ دير الزور أشار إلى أنهم وخلال اتصالاتهم وجولاتهم في المنطقة، لمسوا أن “الشعب في الجزيرة تواق للعودة إلى جسم وحضن الدولة ويصبح حرا في التجوال بعموم البلاد”.
وقال: “الإخوة الأكراد مكون أساسي من مكونات الجمهورية العربية السورية ونملك معهم علاقات أخوية وتاريخية ومصاهرة، وآمالا وآلاما مشتركة”.
ووجه محافظ دير الزور رسالة إلى سكان المحافظة وللسوريين عموما، حيث شدد فيها على أن “البلد عاد لأهله ويجب أن نتعاون في بنائه، ولا ينهض البلد إلا بتعاون بين أبنائه”. وأردف: “لا فرق بين السلطة والشعب، يجب أن يعلم الجميع بأن دير الزور الوضع فيها دون الوسط من كل الجوانب”.
وختم قائلا: “ندعو أهلنا أن يصبروا ويتعاونوا، فالبلد ينهض بالتعاون والتشاركية المجتمعية. ليس لدينا عصا سحرية، قبِلْنا مهمة البناء كما قبلنا مهمة الثورة وإسقاط النظام”، وفق ما نقل المصدر.